شرعت شهرزاد تقص على الملك شهريار حكاية الليلة السادسة عشرة وقالت : تركنا يا مولاى الملك السعيد الصعلوك الثالث وقد انطلقت السكين من يده بعد أن تعثر واتجهت صوب صدر الفتى ولندع هذا الصعلوك يروي حكايته : قال الصعلوك نظرت إلى الفتى فإذا بالدماء تسيل بغزارة من صدره وحاولت إسعافه فلم استطع فبكيت لحاله وحالي وندبت حظي. ولما أيقنت من وفاته وأنني الذي قتلته غادرت المكان وواريت التراب على المغارة وبت ليلتي بين الشجر ومن الغد ومنذ الصباح الباكر ارسى مركب الشيخ واتجه هو والزنوج الذين رافقوه إلى المغارة وبعد فترة خرجوا وهم يتصايحون والشيخ يبكي وينتحب حملوا الطفل الميت ثم أبحروا. بقيت في هذا المكان شهرا كاملا وأنا أقطن بتلك المغارة وأقتات مما تركه الفتى من طعام حتى نفذ الزاد وخفت من الهلاك بعد مرور شهر قررت السير في الغابة غير بعيد عن الشاطئ علني أعثر على اثار سكان مشيت أياما وليالي دون أن أعثر على شيء فأدركت أن الموت من الجوع والعطش سيكون بانتظاري وفي اليوم الثامن لمحت قصرا به قبة صفراء، مشيت إليه وطرقت بابه فخرج لي رجل أعور فسلمت عليه وسلم علي وسمح لي بالدخول فوجدت 9 رجال كلهم عور سألت عن السبب فقالوا لي أن ذاك الحصان هو السبب أكرموا وفادتي وطلبوا مني البقاء إلى جانبهم فقبلت ممنونا وحذروني من مغبة ركوب الحصان فامتتلت لتوصيتهم. ومرت أشهر وأنا على نفس الليل أنام ليلا وأشتغل نهارا حتى دب في نفسي القلق والملل من نمط الحياة هذه وفي غفلة من الجميع اتجهت صوب الحصان ركبته فلم يتحرك فأمسكت بعصا وضربته فطار بي في الهواء ولكنه ضربني بإحدى ساقيه فأصابني في عيني وذاك هو السبب في أنني أعور. وبعد أن فقدت عيني سرت في البلاد أبحث عن بغداد علني التقي بأمير المؤمنين هارون الرشيد، فقالت له الاخت الكبرى وأنت أيضا قد عفونا عنك.، وأرادت شهرزاد أن تتم الحكاية لكن أدركها الصباح فسكتت عن الكلام المباح.