كان الملك شهريار في شوق كبير لمعرفة ما حدث للصعلوك الثالث بعد ان صعد قمة الجبل الحجر الأسود ونجا من الموت. فقال لشهرزاد: هيا اتمّي لنا الحكاية قالت شهرزاد: لما صعد الصعلوك الثالث الى قمة الجبل أصابه التعب فنام. وفي المنام رأى شيخا يقول له اذا انتهيت من منامك فاحفر تحت رجليك تجد قوسا من نحاس و3 نشابات من رصاص، خذ القوس والنشابات وارسم الفارس الذي على القبة وأرح الناس من هذا البلاء العظيم. فإذا رميت الفارس وقع في البحر ووقع القوس من يدك. فخذ القوس وادفنه في موضعه. وإذا فعلت ذلك يطفو البحر ويعلو حتى يساوي الجبل فيطلع زورق فيه شخص آخر فيأتي اليك وفي يده مجداف. فاركب معه ولا تكلمه فإنه يحملك ويسافر بك مدة عشرة أيام الى أن يوصلك الى بحر السلامة، وإذا وصلت الى هناك وجدت من يوصلك الى بلدك. لكن احذر ان تكلمه فاذا فعلت ذلك فقد ينقلب المركب وتهلك. ولما أفقت من نومي فعلت كما قال لي الهاتف في المنام ورأيت الفارس يسقط في البحر فحمدت الله على أن ارتاح الناس من بلائه. وما هي الا ساعة حتى رأيت مركبا قادما وعلى متنه شخص اقترب مني فقفزت الى المركب الذي أبحر بنا وأنا ملتزم بالصمت الى تمام اليوم التاسع. وفي صبيحة اليوم العاشر أبصرت جزيرة السلامة فأردت ان أتثبت من ذلك وسألت عنها ذلك الشخص وإذا بالبحر قد هاج ورمت بي الامواج على الشاطئ. ولما أفقت من غيبوبتي وجدت نفسي وحيدا لا أدري ماذا أفعل ولا الى أين اتجه؟ ومرت ساعة وإذا بي ألمح سفينة قادمة نحو الشاطئ فرحت بقدومها ولكنني اختفيت خوفا ممن قد يكون بها من ركّاب. حطت السفينة ونزل منها شيخ مسن و5 من الزنوج وفي ايديهم سيوف ورماح، فزاد خوفي وعظم كربي رأيتهم يتجهون نحو أشجار كثيفة ثم يرجعون ويبحرون ولما ابتعدوا في البحر اتجهت نحو المكان الذي اتجهوا به فإذا بي أعثر على مغارة دخلتها فاذا بي أمام مبنى تحت الارض وبه غرف عديدة ومطبخ به كل انواع الأكل. تقدمت خطوات ودخلت احدى الغرف فوجدت بها طفلا نائما على سرير. فلما أحس بوجودي انتفض مذعورا وقال لي من أنت؟ فرويت له قصتي فاطمأن لوجودي ولكنه بكى بكاء مرّا وقال لي أما أنا فقد قال لي المنجمون بأنني سأقتل. وقد حرص والدي العجوز على اخفائي هنا حتى يمرّ الموعد الذي حددوه لي وعلمت منه ان الذي جاء منذ حين هو والده الذي جاء ليطمئن عليه فقلت له لا تصدق الخرافات يا ولدي فقال لي سنرى ذلك بعد 6 أيام. عشت معه 6 أيام في هدوء وراحة بال وأنا أمني النفس بمرور اليوم السادس بسلام وبمجيء والده لحمله سالما فأستطيع وقتها ان أعود معهم وجاء اليوم السادس وهو الذي قال له المنجّمون انه سيموت فيه مقتولا، ومرّ النهار وأقبل الليل والطفل حيّ يرزق. تعشينا معا ثم قال لي اني أريد أكل تفاحة فأتيت بها اليه ثم طلب سكينا لقطعها فذهبت الى المطبخ وعدت بها مسرعا ومن سوء حظي ان تعثرت وأفلتت السكين من يدي واتجهت صوب صدر الفتى. وهنا سكتت شهرزاد عن الكلام المباح فقال لها الملك شهريار وهل مات الطفل؟ قالت شهرزاد في الليلة القادمة سنعرف هل مات الطفل وماذا جرى للصعلوك الثالث.