قال اللّه تعالى {ومن يبتغ غير الاسلام دينا لن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}. وقال {قل أطيعوا اللّه والرّسول فإن تولّوا فإنّ اللّه لا يحبّ الكافرين}. وقال {قل يا أهل الكتاب لمَ تكفرون بآيات اللّه واللّه شهيد على ما تعملون}. هذه الآيات الواضحة المعنى وغيرها كثير في القرآن الكريم تؤكد أن الدين المعتبر عند اللّه تعالى بعد بعثة رسول اللّه ے هو الاسلام ولا شيء غير الاسلام. والرسول ے ومنذ نزول الوحي عليه باشر الدعوة الى الإسلام فدعا المشركين لاعتناق الاسلام ودعا أهل الكتاب من يهود ونصارى الى اعتناق الاسلام ولم يساوم في دعوته أحدا ولم يوفّق بين الاسلام وغيره من الديانات السابقة واعتبره أي الاسلام مهيمنا على ما سواه فعلاقته بأصحاب الديانات الأخرى كانت منحصرة في العقيدة ولم يقبل منهم غير اعتناق الاسلام. اليوم ونحن نرى بعض من يسمّى من علماء يشاركون في الندوات على اعتبارهم أعضاء في ما يسمّى حوار الأديان أو مجالس أطلق عليها أسماء من قبيل «تقارب الأديان السماوية» فإنهم بهذا العمل قد خالفوا القرآن الواضح الدلالة وسيرة رسول اللّه ے التي لا تخفى على أحد فالأمر محسوم فلا تقارب للديانات مطلقا والصفقات التي تعقد لا تلزم إلا أصحابها فالدّين هو فكر يحدّد معتقد الانسان ويبيّن تفاصيل أحكام عبادة هذا الانسان لربّه. فاليهود ينكرون على النصارى دينهم وعلى عيسى عليه السلام رسالته وينكرون على المسلمين دينهم وعلى محمد ے رسالته، والأمر كذلك بالنسبة الى النصارى تجاه اليهودية والاسلام. أما الاسلام فإنه مع إقراره لنبوّة من سبق محمد عيه السلام من أنبياء ورسل فإنه دعا كل النّاس الى ترك كل معتقداتهم والدخول في السلام بلا قيد أو شرط فعلاقة المسلمين بغيرهم هي الدعوة لاعتناق الاسلام لا غير فلا توافق بين الديانات مطلقا والذين يقومون بذلك إنما يخادعون أنفسهم بل لهم مآربهم الخاصة.