بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لعله وحي ... أنزل على سيادة الوزير
نشر في الحوار نت يوم 20 - 04 - 2010

لعله وحي من فريدمان أو ليز تشيني ... انزل على سيادة الوزير...
ا قترح وزير التربية المصري مؤخرا تأليف كتاب للتدريس يتناول ما سماه الاديان السماوية الثلاث .أديان سماوية ثلاث , فبحسب السيد الوزير امطرت علينا السماء بأديان ثلاث بعثها الله لنا. لا أحد يشك في أن رب السماء واحد أحد , وها هو بحسب زعم الوزير (تعالى الله على ذلك ) قد بعث لنا ديانات من مصدر واحد تختلف كل واحدة عن الاخرى أختلافا جوهريا ...ولنا الاختيار بينها مادامت كلها من وحي السماء ...دعوة خبيثة وماكرة الغرض منها خلط الحق بالباطل وهدم للإسلام بإلغاء الفوارق بينه وبين الكفر والشرك الذي تمتاز به الديانة المسيحية واليهودية ...جمع الإسلام مع الباطل في كتاب واحد وتدريسه للناشئة , فيه كسر لحاجز النفرة بين الدين الحق واديان الشرك .

ان في استعمال مصطلح أديان سماوية , أعتراف بنسبتها الى الله وهذا باطل وقول ما أنزل الله به من سلطان لانها اديان قامت على تحريف رسالات الانبياء ' تحريف تهتز له الجبال الرواسي ( وضحت هذه المسألة في مقالي : ومنزل هذه الآيات يا مفتي سوريا ..) . ثم ان وضعها في كتاب واحد هي دعوة مبطنة لوحدة الاديان , وهي دعوة باطلة لان فيها إلغاء للإسلام كرسالة خاتمة ناسخة لكل رسالات بقية الانبياء وفيها إلغاء لحقيقة هامة جدا ومحورية الا وهي ان الاسلام هو الدين الحق والذي يرتضي غيره دينا هو من الخاسرين ولن يقبل منه في ألآخرة ومثواه جهنم وبأس المصير ( اكيد تعلم هذا يا سيادة الوزير , لكن أمام أوامر أسيادك تصاب بعمى البصر والبصيرة ...) ..فيه ايضا عدم اعتراف بأن محمدا بعث للناس كافة ( من اتباع موسى او المسيح عليهما الصلاة والسلام , وبقية سكان المعمورة ..) وبالتالي الاسلام الذي جاء به هو الدين الوحيد الواجب اتباعه . قال رسول الله صلى الله غليه وسلم :...أنا أولى الناس بابن مريم في الدنيا والآخرة ...فليس بيني وبينه نبي ...والانبياء اخوة أولاد علات أمهاتهم شتى ...ودينهم واحد ... ....نحن نؤمن ان كل الرسالات ذات معين واحد وانه لا تفاضل بين الانبياء ومن واجبنا الايمان بهم جميعا .. أن الدين عند الله الاسلام , يا سعادة الوزير , الدين السماوي الواحد الذي وضع أسسه كافة الانبياء عبر العصور وعبر رسالات سماوية تنتمي الى دين الله الواحد وهو الاسلام منذ آدم عليه السلام الى خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل : {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة 128
{ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}البقرة140
{ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }البقرة 132
{ أمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة133
{ وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }البقرة135
{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة 136
ان هذا الوزير الجاهل نادى بطريقة غير مباشرة الى حرية اختيار الدين الذي نريد , اراد من دعوته الى تأليف هذا الكتاب زعزعة فطرة ابناء مصر من الناشئة وصغار السن ومسخها وأحداث بلبلة في عقولهم . خدمة منه لمصالح العدو وخدمة بالاساس لفرسان التنصير والتغريب التي تنشط بحيوية وتستهدف الاسلام في عقر داره , وتستهدف القاعدة الشبابية بالخصوص لانها تعرف قيمتها في البناء الحضاري , ان وضعت على السكة الصحيحة ...لنفسد هذه السكة ونقطع أواصلها حتى تتفتت الامة هذا نصراني يخدم مشاريع الهيمنة والآخر خادم للمشاريع الصهيونية وان بقي الآخر مسلما ليكن مسخا بلا روح ...ان مسألة حرية اختيار الدين التي بطريقة غير مباشرة نادى بها هذا الوزير المسخ هي نقض لاصول الدين وفيها وقاحة واستخفاف بعقول المصريين والامة الاسلامية بصفة عامة وهي تفتح الباب الى ما هو أخطر ان وقع تنفيذها : كتاب واحد لدراسة الاديان السماوية الثلاث , لما لا طباعة كتاب واحد يجمع القرآن والتوراة واللانجيل او ساحة واحدة يبنى فيها معبد و كنيسة ومسجد ..
ان هذه الدعوة لا يمكن اجتثاثها بصفة عامة من سياق عام وخطير وهو محاربة الاسلام والسعي لتشكيك اهله في اصول دينهم وخصوصا أصل ان الاسلام هو الدين الوحيد الذي انزل الى البشرية من آدم عليه السلام الى خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام . وان كلمة اديان سماوية هي كلمة باطلة , وان اصلها رسالات سماوية ...وبصفة خاصة هذه الدعوة تدخل ضمن الحرب المسعورة التي شنتها وتشنها الادارة الامريكية وصناع القرار من مفكرين وأكادميين بالخصوص على مناهج التعليم في بلداننا والسعي لتحييد الدين عن تلك المناهج...
اما المنفذ لتلك الحملة فهو ابناء جلدتنا من اشباه المفكرين وشريحة أخرى يسمون انفسهم ليبراليين ... أضف اليها شريحة الجهال والأغبياء من حكام و وزراء...وحي ينزّل على هؤلاء لتطبيق سياسات رسمت في كواليس البيت الابيض ... سياسات عبر عنه الكاتب الصهيوني اليهودي الامريكي "توماس فريدمان" سنة 2001 م إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان : "إن الحرب الحقيقية فى المنطقة الإسلامية هي فى المدارس؟ ولذلك يجب أن نفرغ من حملتنا العسكرية بسرعة، لنعود مسلحين بالكتب، وذلك لتكوين جيل جديد يقبل سياساتنا كما يحب شطائرنا" .. أي أن الحرب الحقيقة هي في مناهج التعليم الإسلامية ، لتحييدها عن روح المقاومة والجهاد ضد المستعمر . فكرتك ايها الوزير من وحي أمثال توماس فريدمان أوالمفكر الإستراتيجي الأمريكي "فوكوياما" الذي أعلن وفي نفس السياق: إن العالم الإسلامي يختلف عن غيره من الحضارات فى وجه واحد مهم، فهو وحده الذي وّلد تكرارا خلال الأعوام الأخيرة حركات أصولية مهمة، ترفض لا السياسيات الغربية فحسب، وإنما المبدأ الأكثر أساسية للحداثة الغربية : التسامح الديني . . والعلمانية نفسها . . ولذلك فإن الصراع الحالي ليس ببساطة معركة ضد الإرهاب كما تظهر الحكومة الأمريكية بشكل مفهوم (!!) ولكنه صراع ضد العقيدة الإسلامية الأصولية الفاشية الإسلامية التي تقف ضد الحداثة الغربية . . وعلى المجتمع الإسلامي أن يقرر فيما إذا كان يريد أن يصل إلى وضع سلمى مع الحداثة الغربية، وخاصة فيما يتعلق بالمبدأ الأساسي حول الدولة العلمانية"! .
او لعله وحي انزل عليك من تلك السحاقية ليز تشيني ابنة ديك تشيني التي تصول وتجول في منطقة الخليج لتعلمنا ديننا ...يستقبلها أناس عندهم لحى.. وزراء ومسئولون في دول الخليج، لتقوللهم: "يجب أن تعيدوا النظر في مناهجكم التعليمية، يجب أن لا تعلموا أولادكم هذا،ويجب أن تعلموا أولادكم هذا"، وطافت "ليز" على وزارات التربية والتعليم في دول مجلسالتعاون الخليجي، والتقت بلجان المناهج، وقالت: هذا الكتاب يلغى وهذا يقرر! وأينأنتم من ثقافة المستقبل والحب والود بين الشعوب؟! وهذه الآيات في القرآن الكريمالتي تتحدث عن اليهود آيات تبث الكراهية بين الشعوب، وبالتالي لا بد من إلغائهاتماماً من الذاكرة العربية والإسلامية؟! (من مقال هذه السحاقية تعلمنا ما ينبغي علينا ...للدكتور عبد الله النفيسي ' نشر على موقع السبيل اون لاين .)
ان كانت هذه الدعوة تستهدف مناهج التربية بصفة عامة فانها تندرج ايضا ضمن موضة سميت باطلا حوارات الاديان , باطلا لانها تحمل في تفاصيلها وطياتها من الشرور والخبث والخطط الجهنمية التي تحاك في السر ضد الاسلام ما يصعب احيانا هضمه وتصديقه... وهي فخ لاختراق الاسلام من الداخل لتسهيل مهمة التنصير ...ففي الوقت الذي كان فيه الفاتيكان يدعو المسلمين للحوار , كان يتحرك في الاتجاه الآخر ليهاجمه في معاقله وفي عقر داره . وقد أنشأ مراكز ومؤسسات لتتولى دراسة أساليب الهجوم وكيفية الاندساس بسلاسة داخل بلداننا وعبر مشاريع وهمية لتنصير ابنائنا وتشكيكهم في دينهم ...اليكم هذه الوثيقة التي تتحدث عن مفهوم الحوار عندهم وهي الوثيقة رقم ت 1077...لقد استحدث التبشير اسلوبا جديدا في ايامنا هذه يتسلل به الى اماكن المقاومة لدى العناصر الاسلامية وغيرها من عناصر الديانات الاخرى غير المسيحية , سماه : الحوار, وحدد مفاهيمه ومبادئه وأهدافه في اصطلاح خاص بالكنيسة ...وكان البابا بولس السادس بابا الفاتيكان السابق هو الذي أكد على هذا الاسلوب ودعا الى الاخذ به اسلوبا للتبشير بين اصحاب الديانات الاخرى , وبخاصة المسلمين لايجاد علاقات ود وسلام مع اصحاب هذه الديانات تكون مدخلا للتبشير
الدعوة الى الحوار ليست دعوة حديثة بل وضعت أسسها منذ الستينات وهو اسلوب جديد من أساليب التبشير . هدفه الوصول الى عقول علماء المسلمين ورجالاته والتي لا يقدر المبشر العادي الوصول اليهم وغزو عقولهم ....ففي السادس من شهر أوت سنة 1964 بعث بولس السادس رسالة الى المجتمع الفاتيكاني دعا فيها الى ايجاد وسائل أخرى للتبشير أساسها الدعوة الى الحوار مع الاديان الاخرى , تهدف الى ايجاد علاقات متنوعة تخترق مجالات حياتهم على جميع المستويات ...
لانجاز هذه المهمة وقع انشاء هيئة تابعة لقسم التبشير مهمتها البحث عن الاساليب والوسائل التي تؤدي الى فتح باب الحوار مع غير المسيحيين والعمل الجاد للتعرف بدقة على الديانات غير المسيحية . يعتبر الحوار نقلة او مرحلة جديدة من مراحل التبشير , مرحلة وقع فيها تغيير لاساليب العمل دون المساس بالاهداف الجوهرية التي ترتكز على تنصير المسلمين , او على أقل تقدير تشكيكهم في دينهم ...من الناحية الاجرائية , يقصد بالحوارات عقد مؤتمرات ولقاءات ترفع فيها شعارات براقة من مثل السلام والحرية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية ...وهي مواطن عجز التبشير عن ايجاد موطئ قدم له داخل نسيجها ومؤسساتها .
ان كتاب الوزير الموعود هو اسلوب جديد للحوار مع شباب واطفال مصر , يوضع الطفل , عبر الكتاب , امام حوار صامت وهو المتفرج أو بالأحرى القارئ , القارئ لمادة الله وحده يعلم كيف ستكون , كيف سيقدم الاسلام يا ترى في هذا الكتاب : دين التسامح والسلام ,ومن صفعك على خدك الايمن ادر له الايسر , ومن استعمرك فهو المحرر والمنقذ, ومن سرق ارضك ففاوض معه : الارض مقابل السلام , والمقاومة ارهاب ...دين منسلخ عن جوهره , مثل المسيحية يقف بأهله عند الشعائر والطقوس ..دين لا يزعج السيد الامريكي . يتركه ينهب ويسرق ثروات المسلمين عبر شركاته الاحتكارية العابرة للقارات والجنسيات...دين لا يرى مانعا في استباحة الارض والعرض , يسمح بانتشار القواعد العسكرية في كل مكان من بلاد الاسلام ...دين : ان جنحوا للحرب والقتل والاجرام فاجنح ايها المسلم للسلام والذل والهوان ...لا أرى ان الدين الذي سيعرضه السيد الوزير في كتابه المزعوم سيخرج عن هذا المسار الذي رسمه لنا السيد الامريكي وراح يبشر به منذ زمان ...
لكني لا أعرف ما الذي سيقدمه السيد الوزير لشباب وأطفال أرض الكنانة ليعرفهم بديانة اليهود ...لا اظنه يقدر على غض البصر عما ورد في أسفار العهد القديم من فكر عنصري دموي نسبوه الى الله تعالى الله عن ذلك فكر يأمر بإبادة البشر والحجر والحيوان ...اتمنى عليه ان يعرض ذلك على طلاب بلاده وهم المعنيون بدرجة أولى بهذا الكتاب ليعرف من لا يعرف ان الاجرام الذي يرونه على ارض فلسطين هو متأصل في كيان هؤلاء وفي ديانتهم التي يريد الوزير ان يعلمها أبناءه , أعرض عليهم التالي يا سيادة الوزير وأنظر ما هم قائلون : بعض النصوص وليست كلها ... " فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هذَا تَذْكَارًا فِي الْكِتَابِ، وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ. فَإِنِّي سَوْفَ أَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ». (سفر الخروج ، إصحاح 17 14).
"إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلا .. فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّقهَا (أي تدمرها وتبيدها بِكُلِّ مَا فِيهَا من بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. تَجْمَعُ كُلَّ أَمْتِعَتِهَا إِلَى وَسَطِ سَاحَتِهَا، وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ الْمَدِينَةَ ، وَكُلَّ أَمْتِعَتِهَا كَامِلَةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ، فَتَكُونُ تَلاُ إِلَى الأَبَدِ لاَ تُبْنَى بَعْدُ ، لِكَيْ يَرْجعَ الرَّبُّ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ، وَيُعْطِيَكَ رَحْمَةً" (سفر التثنية ، إصحاح 13 : 12، 15 17).
" وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ عَلَى أُرْدُنِّ أَرِيحَا قَائِلاً: «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِنَّكُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ، فَتَطْرُدُونَ كُلَّ سُكَّانِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ .. تَمْلِكُونَ الأَرْضَ وَتَسْكُنُونَ فِيهَا ، وَإِنْ لَمْ تَطْرُدُوا سُكَّانَ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِكُمْ يَكُونُ الَّذِينَ تَسْتَبْقُونَ مِنْهُمْ أَشْوَاكًا فِي أَعْيُنِكُمْ، وَمَنَاخِسَ فِي جَوَانِبِكُمْ، وَيُضَايِقُونَكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِيهَا ، فَيَكُونُ أَنِّي أَفْعَلُ بِكُمْ كَمَا هَمَمْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِهِمْ»." (سفر العدد ، إصحاح 33 : 50 53 ، 55 ،56)
"وحِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ ، َأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ .. فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا بَلْ تُحَرِّمُهَا (أي تبيدها)" (سفر التثنية ، إصحاح 20 : 10 16).

"سَبْعَة شُعُوبٍ َدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ، وَضَرَبْتَهُمْ، فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ أي تبيدهم لاَ تَقْطَعْ لَهُمْ عَهْدًا، وَلاَ تُشْفِقْ عَلَيْهِمْ، وَلاَ تُصَاهِرْهُمْ.. لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ.. مُبَارَكًا تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ.. لاَ يَكُونُ عَقِيمٌ وَلاَ عَاقِرٌ فِيكَ وَلاَ فِي بَهَائِمِكَ. وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُلَّ مَرَضٍ، وَكُلَّ أَدْوَاءِ مِصْرَ الرَّدِيئَةِ الَّتِي عَرَفْتَهَا لاَ يَضَعُهَا عَلَيْكَ، بَلْ يَجْعَلُهَا عَلَى كُلِّ مُبْغِضِيكَ. وَتَأْكُلُ كُلَّ الشُّعُوبِ الَّذِينَ الرَّبُّ إِلهُكَ يَدْفَعُ إِلَيْكَ. لاَ تُشْفِقْ عَيْنَاكَ عَلَيْهِمْ" (سفر التثنية ، إصحاح 7 : 13 ، 6 ، 7 ، 14 16). هل ستقول يا سيادة الوزير لابناء مصر هذا كلام من عند الله ,( تعالى الله عما يقولون ) أنزل على موسى عليه السلام , هل ترى ان هذه النصوص من تنزيل الله عز وجل ؟؟حتى تقول لنا ان اليهودية دين سماوي .,.تعرف ان ذلك باطل لانه لو عرضت ذلك على من في بطون الأمهات من نساء مصر الحبيبة لما تطلب ذلك منهم عناء كبيرا في معرفة ان ذلك باطل وتحريف لشريعة موسى عليه السلام ...لكن اذا عرف السبب (أوامر أسيادك في البيت الابيض ) بطل العجب ...
ثم أي مسيحية يريد السيد الوزير تقديمها للناشئة في كتابه الموعود : الكاثوليكية ام البروتستانتية ام الارتدكسية ...واي الأناجيل الاربعة ( يوحنا , متّى , لوقا ,مرقس ) سيدرس الطالب , واي من هؤلاء يمكن له ان يتخذه مرجعا لمعرفة هذا الدين الذي تسميه سماوي , والحال ان كلها تحوي على تناقضات صارخة وتحريف بالنقصان والزيادة والتبديل ,فلا انجيل يشبه الآخر ...هل ذلك من وحي الله ؟ الله عز وجل وصف بالكمال وليس له ان يبعث بشريعة لبني البشر يشوبها النقصان أو التناقض في أحكامها ...ماذا ستقول لطفل مصر الذي يعرف أن رب السموات والارض رب السموات التي أنزل منها الوحي لكل الانبياء لم يلد ولم يولد.. وهو يعرف ان القرآن دين سماوي , ثم تعرض عليه دين آخر تقول له انه ايضا سماوي ( سماوي يعني منزله هو منزل القرآن بالضرورة )و منزله ثالث ثلاثة و له ابن اسمه المسيح .؟؟؟( تعالى الله عما يقولون , شلت ألسنتهم ,اللهم آمين ..) ما انت قائل لهؤلاء أيها الوزير ؟؟
ان الاناجيل الموجودة اليوم بين يدي المسيحيين ليست من وحي الله ولا يمكن ان تكون , ولا عقل يمكن ان يقبل ذلك , وقد ثبت بالاجماع عدم صحتها لما تحويه من تناقض ظاهر وانها من تأليف أناس يتأثرون بالعوامل العقلية والنفسية وهي مكتوبة بأيديهم ...
أعترف الوزير بأن المسيحية واليهودية ديانتان سماويتان (والاصل في المصطلح ان يكون : رسالتان سماويتان حرفتا, أي رسالتان وليس ديانتان ..) , لكن لا اعرف ان كان حضرة الوزير على علم ان المسيحية لا تعترف بالاسلام دينا وترى المسلمين وثنيين وكفارا لانهم لا يؤمنون بالثالوث وبالمسيح المخلّص , نفس الشيء بالنسبة لليهودية فهي لا تعترف لا بالمسيح ولا بمحمد(عليهما الصلاة والسلام ) كأنبياء ومرسلين ...وان الفاتيكان طوال سنوات الحوار وفي كل مؤتمراته ظل متمسكا بموقفه المبدئي والثابت و المتمثل في عدم الاعتراف بالاسلام دينا سماويا ولا بمحمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا ولا بالقرآن وحيا الاهيا . فهو يعتبر الاسلام ويتعامل معه على أساس انه دين وضعي أومن الثقافات الدينية , مثله مثل الهندوسية أو البوذية ...وحتى في شكل الجلوس أثناء الحوارات بين الاديان يجلس المسلمون الى جوار أصحاب تلك الديانات ..
وعندما طلب من الفاتيكان الاعتراف بالاسلام كدين سماوي , رفض الفاتيكان ومعه مجلس الكنائس العالمي رفضا قاطعا...ففي أكتوبر 2001عقد بالقاهرة مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي فى فندق "شيراتون هليوبوليس" بدعوة من "المنتدى العالمي للحوار" بجدة ومؤتمر العالم الإسلامي" .. رفض مندوب الفاتيكان القس خالد أكشة ومندوب مجلس الكنائس العالمي الدكتور طارق متري التوقيع على البيان الختامي للمؤتمر، لأن فيه عبارة "الديانات السماوية ..قالوا يومها : نحن لا نعترف بالإسلام ديناً سماوياً، ولا بالقيم الإسلامية قيما ربانية !!.
عبر عن ذلك ايضا القس الكاثوليكي "كريستيان فانيسبن" في السابع عشر من شهر سبتمبر 2006, في حوار أجري القسم العربي في برنامج حديث الساعة , قال القس :نحن لا نعترف بالاسلام دينا سماويا في :B.B.S
لا اشكال عندنا ياسيادة الوزير أن يتعلم أبناؤنا ديانات الآخرين وثقافاتهم ليكتشفوا تميز دينهم وتوافقه مع الفطرة الانسانية وبالضد يظهر حسن ديننا ...لكن عجب العجاب ان تعتبر ديانات فصل فيها القرآن الكريم وبين لنا انها ديانات حرفت واعتدت على تشريعات الله وانها شوهت أنبيائه وبدلت كلام الله ...ثم ان كل ما فيها حتى وان كان صحيحا فقد جاء القرآن لينسخها ويكون هو الجامع لكل الرسالات والمهيمن عليها ...
في أمان الله
مريم حمدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.