أعلن العميد الليبي عبد الرزّاق الراجحي عشية أمس في ندوة صحفية انعقدت بمقر وزارة الدفاع الوطني أن القيادة الليبية كلّفته خلال شهر جويلية الماضي بالدخول الى تونس لتفجير سفارة احدى الدول العربية-على الارجح دولة قطر بما انها تتبنى بشكل مباشر دعم الثوّار.كما قال العميد الراجحي إنّه قبل المهمّة من اجل دخول التراب التونسي هو وعائلته مؤكّدا أنه كان مصرّا في سره على عدم تنفيذ المهمّة.كما اعلن العميد مختار بن ناصر متحدث باسم وزارة الدفاع الوطني أن العميد الراجحي دخل التراب التونسي يوم 30 جويلية واستقرّ بحي النصر وظلّ طيلة فترة تواجده يبحث عن صيغة للاعلام عن مهمته لدى القوّات المسلّحة التونسية دون المسّ بأمنه وأمن عائلته...وظلّ العميد الراجحي يتكتّم عن المهمّة الى غاية مساء الجمعة 19 أوت الجاري حيث اتّصل بالعقيد فتحي بن عنانة الذي كان متواجدا أمام الكنيسة في شارع الحبيب بورقيبة في حدود الساعة العاشرة ليلا بعد أن كان قد تردد مرّات عديدة على وحداته وأعلمه بالمهمّة فاتصل العقيد بن عنانة بدوره بالقيادة العسكرية التي اشترطت تسليم التجهيزات المخصصة للعملية وهي 16 كلغ من مادة ت أن ت المتفجرة و6 صواعق للتفجير وهواتف جوّالة وشريحة هاتف ليبية وتجهيزات أخرى.وتمّ تسلّم التجهيزات فجر الاحد الماضي (في حدود الساعة الرابعة صباحا) في احدى محطّات البنزين بحي النصر وقد تمّ عرض المحجوزات خلال الندوة الصحفية.واوضح العميد الراجحي أن الغاية من المهمة كانت كسب نظام القذافي لورقة أمام الرأي العام الغربي من خلال نسب العملية بعد تنفيذها لتنظيم القاعدة في المغرب العربي وكذلك احداث البلبلة في صفوف الجيش التونسي والرأي العام التونسي.كما قال الراجحي عميد سلاح الهندسة العسكرية في طرابلس ان القيادة الليبية كلّفته بشكل فردي بالمهمّة واصفا ايّاها بالمهمّة السهلة.وذكر أنه قبل بالمهمة من اجل الخروج نحو تونس وكذلك من اجل قطع الطريق عن تكليف شخص آخر بها قد يكون ضعيف النفس وينفّذها.وأوضح أنه اجتاز المعبر الحدودي رفقة عائلته في الوقت الذي كانت فيه تونس تسهّل عملية مرور العائلات الليبية اللاجئة وقد نجح في اخفاء ما بحوزته بشكل جيّد. واكد ان القيادة الليبية اتصلت به يوم 10 أوت الجاري للاستفسار حول مدى التقدّم في تنفيذ العمليّة «وقد قلت لهم سأقوم بالتنفيذ خوفا من ان أكون مراقبا من قبلهم لكن بعد تأكدي من أنني غير ملاحق أعلمت القيادة العسكرية التونسية بالمهمّة شرط ضمان سلامتي وعائلتي الى حين سقوط النظام الليبي».