يحتل القطاع الفلاحي بولاية نابل مكانة هامة مما أهل الجهة لأن تكون قطبا فلاحيا يساهم في دعم الإنتاج الوطني وتطويره بالإضافة إلى استئثار جهة الوطن القبلي بنسب إنتاج عالية في بعض القطاعات مثل القوارص والفراولو والتوابل والخضر وخاصة قطاع الكروم. غير أن قطاع الكروم الذي يغطي مساحة 10 آلاف هكتار وينتجه قرابة 300 فلاح بنسبة تقدر ب66% من الإنتاج الوطني ويوفر أكثر من 700 ألف يوم عمل في السنة شهد خلال السنوات الأخيرة صعوبات عدة منها تقلص المساحات لحساب غراسات أخرى بسب ضعف المردودية وعدم مواكبة الأسعار لكلفة الإنتاج بالإضافة إلى تراكم مديونية الشركات التعاونية الأساسية التي تعنى بقطاع الكروم وخاصة منها الكروم المعدة للتحويل واندثار بعضها بسبب الإفلاس وعزوف الفلاحين عنها. كما أن عدم قدرة الفلاحين على تسديد ديونهم وارتفاع تكاليف مواد الإنتاج من أسمدة وأدوية بالاضافة الى التقلبات المناخية كلها عوامل ساهمت مجتمعة في تراجع قطاع الكروم بجهة الوطن القبلي وخاصة بمواقع الانتاج مثل بوعرقوب وقرمبالية. فالجهات المعنية بالقطاع الفلاحي مطالبة بوضع خطة عاجلة للنهوض بقطاع الكروم الذي لم يعد يكتسي مكانة متميزة واهتمام كبير من قبل جل الفلاحين وذلك انطلاقا من تشخيص الوضع الحالي من جميع جوانبه التنظيمية والهيكلية وتشريك الفلاحين وأهل الخبرة من أجل إيجاد حلول جوهرية تساهم في تطوير هذا القطاع الحيوي الذي يساهم بنسبة كبيرة في تشغيل عدد كبير من اليد العاملة القارة والموسمية بالإضافة الى تمويل السوق الداخلية بأصناف ممتازة من عنب الطاولة وتوفير مداخيل هامة من العملة الصعبة من خلال العنب المعد للتحويل.