وصل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس الى طهران في زيارة هي الأولى من نوعها لم تعلن أهدافها وتفاصيلها ولكنها قد تكون في اطار الترتيب لأمر ما يتعلق بسوريا. وكان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الحليف الاقرب الى سوريا، نصح السوريين شعبا وقيادة بالاحتكام الى الحوار لحل الأزمة. وفي مقابلة أجرتها معه قناة «المنار» قال نجاد: «الشعب والحكومة في سوريا يجب ان يجلسوا مع بعضهم البعض ويصلوا الى تفاهم بعيدا عن العنف...» وشدد نجاد على ان الازمة في سوريا شأن داخلي، موضحا ان الشعوب بحاجة الى الحرية والعدالة والانتخابات الحرة «لكن على الشعوب التي تبحث عن العدالة والحرية ان تعزز المقاومة ضد الكيان الصهيوني». واتهم نجاد الغرب بتأجيج الوضع في سوريا واستغلال الاضطرابات لكنه أيضا حث القيادة السورية على اجراء الاصلاحات في أسرع وقت لاحتواء الازمة الراهنة. طبخة خليجية وتطرح زيارة أمير قطر الى طهران في هذا الظرف بالذات أكثر من نقطة استفهام خاصة وأن ايران تعد الحليف الاقرب للنظام السوري. والدوحة الحليف الاقرب للغرب من جهة والدولة التي سايرت ودعمت الثورات العربية سياسيا وماليا واعلاميا وليس خافيا أن قطر تلعب دورا أساسيا في المنطقة وهي الدولة الخليجية الأكثر تفاهما مع ايران وتربطهما علاقات جيدة على خلاف علاقات طهران بالامارات والسعودية والبحرين. ويعتقد ان زيارة أمير قطر الى طهران قد تكون في اطار الترتيب ل«طبخة» ما في ما يتعلق بسوريا من جهة، وبازالة التوتر الحاصل بين عدد من دول الخليج وطهران وبالرغم من أن تفاصيل الزيارة التاريخية التي يقوم بها الأمير حمد الى طهران، لا تزال غامضة، الا ان بعض المصادر توقعت ان يحمل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رسالة من القيادة الاماراتية الى نظيرتها الايرانية بأن «وقت الألاعيب السياسية قد انتهى وعلى ايران ان تكون عامل استقرار في المنطقة». ومن المحتمل أيضا ان يطلب من القيادة الايرانية التخلي عن التحالف مع سوريا خاصة وأن الضغوط الدولية على نظام الأسد من جهة والانتفاضة الشعبية من جهة أخرى قد تنهي حكم الأسد، لكن لا شيء مؤكد الى حد الآن ولا شيء مستبعد أيضا الى ان تكشف قادم الأيام حقيقة ما يدور في المنطقة.