أثمرت زيارة أمير دولة قطر الى طهران «اعتدالا» في الموقف الايراني تجاه سوريا حيث أكد وزير الخارجية الايراني أمس تأييد بلاده لمطالب الشارع السوري محذّرا في نفس الوقت من الفراغ السياسي الذي سيخلّفه سقوط نظام الأسد. قال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أمس ان على الحكومة السورية ان تلبّي المطالب المشروعة لشعبها. وقال صالحي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية الايرانية «على الحكومات ان تستجيب للمطالب المشروعة لشعبها سواء في سوريا او اليمن وغيرها... وفي هذه البلدان تعبّر الشعوب عن مطالب مشروعة وعلى حكوماتها ان تستجيب لها بسرعة». وأضاف صالحي قوله ان ايران اتخذت موقفا واحدا من التحركات الشعبية في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا وترى ان هذه الحركات ناجمة عن عدم رضا شعوب هذه الدول. وكانت ايران أيدت رسميا وعلنيا الحركات الاحتجاجية في كل الدول العربية ما عدا سوريا حيث تعلن عادة تأييدها للرئيس بشار الاسد وتدعوه الى تطبيق اصلاحات. وحذّر صالحي من الفراغ السياسي في حال سقوط الرئيس الأسد. وقال «فراغ السلطة في سوريا ستكون له عواقب غير متوقّعة على الدول المجاورة وعلى المنطقة ويمكن ان يسبب كارثة في المنطقة وأبعد منها. وأضاف : سوريا حلقة مهمة من حلقات المقاومة في الشرق الاوسط والبعض يريد التخلص من هذه الحلقة «في اشارة الى الولاياتالمتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا التي طالبت الاسد بالتنحي. وقال وزير الخارجية الإيراني إن على الحكومات في المنطقة ان تكون يقظة بشأن التدخل الأجنبي في شؤونها وهذا التدخل واضح في بعض الدول وخصوصا سوريا. وجاء تصريح وزير الخارجية الايراني الداعم لمطالب الشارع السوري بعد يومين من زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى طهران والتي بحث فيها مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التطورات على صعيد المنطقة. وقال أمير قطر بالخصوص إن الحل الأمني في سوريا فشل داعيا القيادة السورية الى استنتاج ضرورة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري.