دخلت طهران أمس على خط الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان حيث أكدت رفضها لعمل وقرارات المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، بينما تحدثت تقارير عن أن دمشق وسّطت قطر لتسويق مشروع حل لمواجهة تداعيات القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة. فقد أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن أي قرار سيصدر عن المحكمة الدولية سيعتبر لاغيا وباطلا. مواقف إيرانية وأضاف خامنئي خلال استقباله أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس في طهران «آمل أن تقوم جميع الأطراف في لبنان بحكمة وتعقل، بما يجب كي لا يتحول هذا الموضوع إلى مشكلة». وأكد المرشد الأعلى الإيراني أن المؤامرة التي تحاك للبنان لن تنجح». ونقل التلفزيون الإيراني عن أمير قطر قوله إن البعض يحاول إثارة فتنة في لبنان لكننا سنمنع ذلك بمساعدة دول المنطقة. ورأى خامنئي من جهة أخرى أن الأمن في منطقة الخليج «لا يمكن تجزئته لأنه إذا كانت المنطقة آمنة فإن جميع دول المنطقة ستستفيد من ذلك أما إذا جرى المساس بأمن المنطقة فإن جميع دولها ستتضرر». وقد دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وأمير قطر أمس خلال محادثتهما في طهران إلى الوحدة بين الدول الإسلامية «لمواجهة الفتن والخلافات التي يثيرها الأعداء». ولفت الشيخ حمد إلى مساعي الأعداء للإيقاع بين الشيعة والسنة في دول المنطقة، قائلا إنه رغم فشل هذه المحاولات فإنه يجب على الدول الإقليمية توخي الحذر والتحرك صوب المزيد من الوحدة والتعاون في ما بينها. وكان «حزب ا&» اللبناني هدد باللجوء إلى «الدول الشقيقة والصديقة» لابطال المحكمة الدولية. أفكار سورية في الأثناء نقلت تقارير إخبارية عن مصادر ديبلوماسية عربية بارزة في بيروت قولها إن القيادة السورية تسعى من خلال اتصالاتها مع السعودية وفرنسا وقطر إلى محاولة تسويق أفكار ترى أنها تصلح لتسوية المشكلة اللبنانية الداخلية. وحسب صحيفة «الجريدة» الكويتية فإن الأفكار السورية التي نقل الرئيس بشار الأسد بعضا منها خلال زيارته الأخيرة إلى فرنسا تقوم على العمل على تأخير صدور القرار الاتهامي إلى قبيل انعقاد القمة العربية في العراق في مارس المقبل. وتنص الورقة السورية كذلك على محاولة إيجاد جو عربي ملائم لطرح موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على جدول أعمال القمة وإن تعذر ذلك فستبحث هذه المسألة ضمن بند الوضع اللبناني وأهمية العمل على ترسيخ الاستقرار في البلد. وأشارت الأفكار السورية الى ضرورة الخروج من القمة العربية المقبلة بموقف عربي من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يقوم على رفض أي قرار اتهامي يطال عناصر من «حزب ا&» باعتباره حركة مقاومة وباعتبار أن استهداف الحزب أو عناصره أو كوادره يعتبر استهدافا لقوة عربية تسعى إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية إلى شطبها من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وترجمة هذا الموقف عمليا من خلال امتناع الدول العربية التي تساهم في تمويل المحكمة الدولية عن المضي قدما في دفع مساهماتها.