يتحدث المؤرخون في الدول العربية بكثير من الفخر والعرفان عن دور الشيخ عبد العزيز الثعالبي في تنظيم المؤتمر الإسلامي ببيت المقدس ليلة الإسراء والمعراج المباركة الموافقة ليوم 27 رجب 1350ه الموافق ل 7 ديسمبر 1931. ورغم الحملة البريطانية الصهيونية الشرسة على المؤتمر فقد نجح الشيخ أمين الحسيني بالتعاون مع الثعالبي من تونس وشوكات علي من الهند في جمع 145 شخصية إسلامية من مختلف جهات العالم مثل الفيلسوف الشاعر محمد إقبال، والمفكر رشيد رضا وشيخ الأزهر محمد حسين آل كاشف الغطاء الذي أم هذا الحشد من العلماء في الصلاة بالمسجد الأقصى. وكان هذا المؤتمر يهدف إلى «النظر في شؤون المسلمين بصفة عامة والدفاع عن إسلامية بيت المقدس وعروبته بصفة خاصة». وفي ذلك المؤتمر، أطلق الثعالبي كلمته التي نالت إعجاب الجميع وكانت ستغير مجرى التاريخ لو تم تطبيقها، فقد قال: «المطالب الّتي ستعرض على المؤتمر وهي الّتي دعي من أجلها للانعقاد منها حراسة جدار البراق وتثبيت أقدام العرب في فلسطين بواسطة تقرير مشروع شراء الأرض ووقفها على وجوه البرّ والدفاع عن وقفيّة سكّة حديد الحجاز وإنشاء جامعة المسجد الأقصى وإحداث ثقافة إسلاميّة عالميّة». وعند هذا الحد من سيرة الثعالبي، يجب أن نترك مكانا لأهم ما قاله عنه رجال عصره، ويكفيه فخرا ما قاله عنه سيد الجهاد الفلسطيني الشيخ عز الدين القسام: «إنه بطل عربي عظيم شارك معنا في الثورة المسلحة». وقال عنه مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، «ولا نغالي إذا قلنا إنّ حضرته أصبح بفضل علمه الغزير، وجهاده المنقطع النظير، رجل المسلمين والعرب لا رجل تونس الخضراء وحدها، وإنّ لسيادته الفضل الأكبر في القيام بمهمّة هذا المؤتمر الإسلامي العامّ، الّذي نرجو منه الخير لهذه البقاع المشرّفة في هذه البلاد المقدّسة للمسلمين عامّة». ويقول عنه أهل القدس: «الثعالبي دلنا على طريق قويم، كفيل بالتصدي للمخططات الصهيونية وإفشالها، وكم نصحنا بأن ننشئ في القدس جامعة إسلامية على غرار الجامع الأزهر بمصر». وقال أهل القاهرة: «الثعالبي أول من نادى بتوحيد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج». أما الشاعر العراقي معروف الرصافي فيقول عنه: «إنه أعظم خطيب عرفته أمتنا العربية»، فيما يقول . بقي لنا ما قاله عنه أهله في تونس: «غاب عنا الثعالبي في رحلته الأخيرة ثلاث عشرة سنة، حتى عاد إلينا على الرغم من أنف المستعمرين، في عام 1936، عاد إلينا ليدعو إلى توحيد أقطار المغرب كخطوة لتوحيد المغرب كله مع بقية الأقطار العربية، فكان جواب المستعمرين أن أرسلوا إليه من أطلق عليه النار غدرا».