يقع مقام الولي الصالح سيدي مخلوف بمعتمدية سيدي مخلوف من ولاية مدنين. خرج الفقيه سيدي مخلوف في البعثات التي توجهت من مدينة العيون بجهة البوليزاريو بالمغرب الاقصى في اواخر القرن 13 للميلاد وبداية القرن 14 للميلاد الى افريقية ومعه صياح العجيمي وهو ولي صالح بجهة بن قردان وعلي بن عبيد وذلك لتفقيه الناس في الدين الاسلامي. وقد تعلم سيدي مخلوف واصحابه الحديث والقرآن والأذكار الصوفية وعند التخرج تسلم كل واحد منهم شجرة تنسب الى إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب حتى يتبركوا بها وحتى لا تتعرض لهم القبائل بشمال افريقيا فقصدوا في البداية جهة بن قردان وانفصل منهم في البداية علي بن عبيد وتوجه إلى مدنين في حين استجاب الصياح وسيدي مخلوف لدعوة قبيلة عكارة القاطنة بأرض التوازين بجهة جرجيس لكن القبيلة لم ترحب بهما ولم تحتف بدعوتهما فقررا المغادرة والانفصال فتوجه الصياح الى قصر بن قردان وسيدي مخلوف الى جهة القرين حيث يوجد الميناء القديم ولكن خلال تنقلاته ما بين القرين ومدنين اكتشف العين الفوارة وبما انه جاء من بيئة حضرية فاستحسن اختيار الموقع الحالي للقرية حيث بنى زاويته ليعلم الناس القرآن والحديث والأذكار الصوفية ثم تكاثر السكان حول الزواية وصاهر سيدي مخلوف أولاد مهبل فانتسبوا إليه تبركا واعتبروه الجد الأعلى. المكونات المعمارية الأثرية لزواية سيدي مخلوف تقع زاوية سيدي مخلوف في الجهة الجنوبية من المدينة وبالرغم من كونها النواة الحضرية الأولى للمدينة فإنها لا تتوسطها. وتتكون من أربعة أجنحة يتوسطها فناء وذلك على النحو التالي: الجناح الغربي: يتكون من غرفة مقببة تقع على مستوى الزاوية اليسرى نحو الغرب وغرفة خزين ومقام الولي ورواق يتكون من سبعة أقواس. وتتخذ الزاوية شكلا مربعا وتعلوها أربعة قباب وقد قسمت الى نصفين بواسطة جدار به باب وشباك فالنصف الجوفي دفن به سيدي مخلوف والى يساره زوجته وابنته عند رأسه أما في النصف القبلي أي الجنوبي فيوجد به محراب ومنبر وركن للصلاة وقد وقع بناء المقام سنة 1325 للهجرة وزينت جدرانه بالجليز الرفيع. الجناح القبلي أو الجنوبي: يتكون من ثلاثة غرف بنيت حديثا ورواق به ستة أقواس نحو الغرب ينتهي هذا الرواق بمطبخين ومسلح ومجموعة صحية بنيت كذلك حديثا ويتوسطهم فناء صغير يحيط به رواقان فهذا الجناح وهذه المجموعة الصحية وهذان المطبخان هما إضافتان جاءتا اثر عملية ترميم المعالم الأثرية. الجناح الجوفي أو الشمالي: يتكون من ثلاثا غرف خصصت منها غرفتان للزوار وغرفة لمقام بنات سيدي مخلوف ويتكون رواق هذا الممر من خمسة اقواس ويؤدي عبر ممر إلى بهو ثم إلى الباب الخارجي للزاوية. تعلو الزاوية نحو الركن الأيمن أي نحو الزاوية الشرقية صومعة مسجد سيدي مخلوف في حين تعلو الزاوية اليسرى أي الغربية قبتان إحداهما يحيط بها تاج والأخرى قبة عادية. تعتبر الأقواس والشكل المحدب للأسطح والقباب سيمات مميزة للمعمار العربي الإسلامي. أما من حيث البناء فقد شيدت الزاوية من الحجارة والجبس والجير العربي ما عدا ما بني حديثا فهو من الحجارة والاسمنت. وجريا على العادة المحمودة بنيت في الزاوية الشرقية من فناء الزاوية فسقية ليشرب منها الزوار. ويزور الزاوية والمقام على مدار السنة الزوار من مختلف أنحاء معتمدية سيدي مخلوف ومن جزيرة جربة ليتبركوا بالولي فينذرون النذر (الوعد) ويذبحون الذبائح ليقضي لهم الله حوائجهم. وللولي الصالح سنجق أو علم أحمر وأخضر ويحيط بالزاوية من الجنوب ومن الغرب المقبرة فالواحة. في إطار صيانة المعالم الأثرية الوطنية وقعت صيانة زاوية سيدي مخلوف باعتمادات رئاسية قدرت ب42 ألف دينار كما تم تسييج المقبرة بتكاليف قدرت ب130 ألف دينار. أما قصر سيدي مخلوف فقد تمت صيانته وترميم 14 غرفة من غرفه المتبقية بتكاليف جملية قدرت ب14 ألف دينار ما بين يد عاملة ومواد بناء وقد تبنت عملية الترميم والصيانة وكالة حماية التراث والمجلس الجهوي لولاية مدنين.