بالأمس القريب كان منتخب بوتسوانا يلقب باسم «الحمار الوحشي النائم» بحكم تواضع مستواه الكروي لكن هذا «الحمار الوحشي» استيقظ على حساب منتخبنا الوطني وتصدّر المجموعة الحادية عشرة المؤهلة ل«كان» 2012 ولم يترك لنا سوى الألم وبعض الأمل عندما نواجه اليوم منتخب «مالاوي». يدخل منتخبنا الوطني مقابلة اليوم أمام «مالاوي» وعلى عاتقه مسؤولية مضاعفة بما أنه يريد ردّ الاعتبار للكرة التونسية بعد أن أصبحت «نسور قرطاج» بلا مخالب وأضحت عناصرنا الدولية لقمة سائغة في أفواه منتخبات إفريقية مغمورة ومن جهة أخرى يرغب المدرب سامي الطرابلسي في التأكيد أن كل ما حققه مع المنتخب الوطني كان بفضل العمل الجاد أي أن حصول الفريق على لقب «الشان» بأرض السودان خلال الفترة الماضية لم يكن بمحض الصدفة وإنما جاء هذا اللقب بعد أن نجح الطرابلسي في محاربة الشك الذي نخر أركان منتخبنا الوطني بعد سلسلة من الخيبات المتتالية. مهمة منتخبنا الوطني لن تكون سهلة اليوم ضد منتخب «مالاوي» الذي وإن كان يعتمد أساسا على خدمات اللاعبين المحليين فإنه استفاد كثيرا من التجربة التي اكتسبتها بعض عناصره المحترفة ببطولة جنوب إفريقيا كما نلاحظ قدرته على تسجيل الأهداف في كل الأوقات تقريبا فهذا الفريق دكّ شباك زملاء ايزيكال (منتخب التشاد) بسداسية كاملة كما أنه أحرج منتخبنا الوطني في مقابلة الذهاب بتونس عندما حوّل فرحته الى تعادل صادم قبل 8 دقائق من الصافرة النهائية للحكم وهو ما يعني أن هذا المنتخب سيستبسل في البحث عن الانتصار والتأهل الى نهائيات كأس أمم إفريقيا وإن كان من المنتخبات التي لا تملك تاريخا كذاك الذي بحوزة منتخبنا الوطني كما أن منتخب «مالاوي» سيجنّد أعدادا غفيرة من جماهيره لشحذ همم لاعبيه ومن المؤكد أنها ستستعين بشتى أنواع الآلات الموسيقية المحلية الصاخبة ك«الهزازات» و«الطبل».. وهو ما يفرض على عناصرنا الوطنية قدرا أكبر من التركيز للعودة بنقاط الفوز خاصة أن سامي الطرابلسي وإن لم يتمكن من الوقوف جيدا على امكانات هذا المنتخب فإنه أكد أن العامل الوحيد الذي بحوزة الفريق المنافس يتمثل في اللعب على ميدانه وهو ما يقيم الدليل على أن منتخبنا الوطني جاهز للإطاحة ب«المالاويين» وإطفاء «شعلتهم» (اللقب الذي يحمله هذا المنتخب) في عقر دارهم. يعتبر سامي الطرابلسي أحد أفضل المدافعين الذين سبق لهم تقمّص أزياء المنتخب الوطني لذلك نعتقد أنه الوحيد القادر على إيجاد الحل الأنسب لمعضلة الدفاع بعد أن اهتزّت شباك الحارس البلبولي في خمس مناسبات أمام مالي والأردن وفي المقابل سيستفيد منتخبنا الوطني من نجاعته الهجومية بما أنه دأب على التسجيل في كل مبارياته ونظن أن عناصرنا الوطنية لن تكون في هذه المباراة في حاجة الى تنويع الخطط أو فرض أسلوب لعب معين لأن التكتيك الوحيد سيكون عنوانه «الانتصار» والذي لن ينقذ الكرة التونسية فحسب وإنما سيلجم أفواه المنتقدين الذين ينتظرون أول فرصة تتاح لهم لوضع المسمار الأخير في نعش المكتب الجامعي الحالي لذلك نعتقد أن الفوز على حساب «المالاوي» يؤدي حتما الى مواصلة هذا المكتب لفترته النيابية الى حدود عام 2014. «النسور» و«النسيما» كم نتمنى أن تعود عقارب الساعة الي الخلف حيث كانت «نسورنا» قوية لم تترك «صقرا» ولا «أسدا» ولا «سنجابا» ولا «فيلا».. (أسماء المنتخبات الافريقية) إلا والتهمته أو روّضته أو أنهكته، لذلك نتطلّع أن تكون مقابلة اليوم أمام «مالاوي» فاتحة عهد جديد لكرتنا حتى لا يكون مصيرها الاندثار والأفول.. تعتبر «النسيما» (عصيدة الذرة) الطبق المميّز لشعب «مالاوي»، وكم نتمنى أن يكون هذا الطبق من نصيب عناصرنا الوطنية عند الصافرة النهائية لحكم المباراة وإلا فإن شعبا بأكمله سيقاطع «العصيدة» شهورا ودهورا..