اعتبر ممثل روسيا في الحلف الأطلسي أن «الناتو» استهل حربه الصليبية على المنطقة العربية لشفط نفطها وبسط سيطرته على ثرواتها الباطنية متوافقا مع تأكيد صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية بأن صراعا سيشتعل بين القوى الكبرى على تقاسم كعكة النفط الليبي. أعلن دميتري روغوزين المندوب السياسي الروسي في الناتو في حديث أدلى به لصحيفة «يورو ابسيرفر» الالكترونية ان عملية الناتو في ليبيا تعني نهاية توسع الحلف نحو الشرق – أي جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا - وبدء حملته الصليبية بغية كسب النفط في الشرق الأوسط. وقال: «بالنسبة الينا فان الحرب في ليبيا تحت قيادة التحالف الغربي كانت حدثا جديدا لم يستكمل تحليله بعد بيد أن الحرب تعني انتهاء مرحلة توسع الناتو نحو الشرق وتوجه جنوبا نحو المجتمعات الاسلامية التقليدية». وأضاف : «لم يتمكن الغرب من إيجاد رد اقتصادي على الازمة المالية وهو ما دفعه إلى البحث عن «الهيدروكربونات» الرخيصة لدعم اقتصاده». وتساءل قائلا: «ماذا يجبر هؤلاء الوزراء على صرف الاموال الباهظة لشن حملة عسكرية جديدة؟ - هل يريدون مساعدة شعب ليبيا؟ اذا اجبتم بنعم ساضحك عليكم.» واعتبر روغوزين ان ليبيا هي اول بلد في رقعة التوسع الصليبي الجديد. كما أبدى اعتقاده بأن هذه التطورات – أي توجه الأطلسي نحو الجنوب - ستؤدي الى تقوية النزعة الاسلامية الراديكالية في الشرق الاوسط وأوروبا نفسها. وفي ذات السياق, تناولت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية المحافظة في عددها الصادر أمس بالتعليق الوضع الراهن في ليبيا من ناحية المصالح الاقتصادية للغرب. واستهلت الصحيفة تعليقها بالقول إن العملية الصعبة لتغيير السلطة في ليبيا سيصاحبها حتما صراع على عقود النفط بالنظر إلى احتياطات النفط الليبية الضخمة. وأشارت إلى أنه رغم أن عملية حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا لم تنته بعد، الا ان البعض يتهم فرنسا بمحاولة الاستفادة من دورها في هذه العملية للحصول على نصيب الأسد من ثروة النفط الليبي. وأوردت اتهامات بأن «الحرب» على ليبيا شنت فقط من أجل ضمان الوصول إلى «الذهب الأسود» وإقصاء المنافسين واحتكار عمليات إعادة البناء والإعمار في ليبيا. ونقلت الصحيفة عمن يوجهون هذه الاتهامات قولهم إنه سيكون من «السذاجة» افتراض أن الدول المختلفة التي ساعدت الثوار الليبيين لم تكن تسعى الى الدفاع عن مصالحها. ويشار إلى أن صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية ذكرت أن ثوار ليبيا وعدوا فرنسا في أفريل الماضي ب35 بالمائة من النفط الخام في البلاد مقابل دعم المجلس الوطني الانتقالي في قتاله ضد القذافي. ونشرت «ليبراسيون» نسخة من رسالة باللغة العربية من الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، التي سبقت تشكيل المجلس الوطني الانتقالي موجهة إلى قطر، اشار فيها الثوار إلى اتفاق لمنح 35 بالمائة من النفط الخام الليبي إلى فرنسا مقابل دعم الثورة في ليبيا