رغم انتعاشة الحركة التجارية خلال الأيام الأربعة الأخيرة من شهر رمضان، إلاّ أن ظاهرة الانتصاب الفوضوي قد أنهكت التجار وتسببت حسب المختصين في فشل وإعاقة «صولد» هذا العام... جولة «الشروق» بين التجار أبرزت «تنفسهم» الصعداء بعد انسحاب التجارة الموازية من شوارع العاصمة ويقول السيد مصطفى (صاحب محل) إنه سعيد بخروج هؤلاء المنتصبين من شوارع العاصمة متمنيا لهم حظا أسعد في المحلات التي تعدها الدولة لهم لتنظيمهم... لكنه لم يخف تحسّره من مضي موسم الصيف والعيد دون تحقيق المرابيح المعتادة. وقال: «لقد فشلنا في تحقيق مرابيح كالعادة بسبب تضخم ظاهرة الانتصاب الفوضوي وحتى الصولد لم ينجح في جلب ما تعودنا من حرفاء». أما آمال (بائعة ملابس جاهزة) فقالت ان بيع «المرقاز» والانتصاب بطريقة عشوائية أضرت بالصورة المعتادة لمحلاتهم الراقية وأفقدتهم حرفاءهم... تجار آخرون عبروا ل«الشروق» عن أنهم فضلوا عدم الالتحاق بالصولد في سنة تتميز بالتقلبات السياسية والاجتماعية والخسائر أيام الثورة... واعتبر بعضهم أن القيام بالصولد سيزيد من تراجع مرابيحهم. أرقام وتراجع وحسب مصادر مطلعة من وزارة التجارة والسياحة تراجع عدد المؤسسات المنخرطة في الصولد هذا العام ليصل 1009 مؤسسة موزعة على حوالي 1538 نقطة... وتقلص عدد المؤسسات المشاركة في موسم التخفيضات الموسمي هذا العام مقارنة بالنتائج المسجلة في السنة الماضية أي في 2010، حيث شاركت حوالي 1969 مؤسسة تجارية في الصولد عبر 2129 نقطة بيع. وتسببت الظروف الأمنية المتوترة من جهة ثانية في تعطيل أعمال المراقبة التجارية، حيث لم تسجل طيلة الخمسة أسابيع الأولى من الصولد غير 22 مخالفة مقابل 214 مخالفة في نفس الفترة من السنة الماضية. وقام الأعوان هذا العام ب466 عملية مراقبة. ويذكر أن أعوان المراقبة العاملين بوزارة التجارة قد تعرضوا لبعض مظاهر العنف المادي والمعنوي خلال ممارستهم لنشاطهم وواجبهم المهني خلال شهر رمضان. ويقول بعض الحرفاء الذين تحدثت إليهم «الشروق» إنّ غياب المراقبة قد زاد في غياب الثقة عن منتوجات السوق، وهو ما رجّح كفة البحث في منتوجات أكداس البضائع المنتصبة والتشكيك في جودتها. وحسب مصادرنا من وزارة التجارة شارك في صولد هذا العام 73٪ من تجار الملابس الجاهزة و18٪ من تجار الأحذية فيما تقلصت مشاركة بقية القطاعات من عطورات وساعات وأثاث وأدوات ديكور رغم التشجيعات. كساد وتفاؤل وخلال حديث ل«الشروق» مع السيد جميل بن ملوكة رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بتونس أكد أن الانتصاب الفوضوي أفشل صولد هذا العام، وأضرّ بالتجار... وقال إن الحركة التجارية قد عادت خلال هذه الأيام الى عملها المعتاد... وأنهم قد تخلصوا من «المنافسة غير الشريفة»... وأضاف أنّ مشاكل كثيرة يعيشها التجار من الناحية الاجتماعية والمالية نظرا إلى كساد عملهم في الفترة الماضية ومطالبتهم بثمن الكراء والضرائب وغيرها. وأضاف أن التوريد العشوائي وغياب الأمن تسببا في نخر الاقتصاد... لكنه تفاءل في المقابل بعودة الأمور الى نصابها تدريجيا خلال هذه الفترة. من جهة أخرى، من المنتظر أن يتباحث الاتحاد الجهوي للتجارة مع وزارة التجارة والتجار قصد تمديد الصولد الذي يبلغ أسبوعه السادس في 10 سبتمبر ويتفاءل التجار بهذا الصولد الذي سيكون بعيدا عن المنتصبين الفوضويين وسيبرز منتوجات التجار الذين فاضت على محلاتهم السلع المهربة، وحجبت عنهم حرفاءهم ومرابيحهم.