بات المشهد مزعجا في قلب مدينة باجة بعد أن تفشّت ظاهرة الإنتصاب الفوضوي إلى حد لم يعد يحتمل فالعربات والشاحنات واللوحات المنتصبة عشوائيا إلتحمت بشارع الحبيب بورقيبة الشارع الرئيسي والقلب النابض للمدينة...هذا الإنتصاب الفوضوي والعشوائي إلتهم الطرقات والأرصفة ففرض الفوضى وقضى على أي مظهر للنظام ولم يترك للمارة والمترجلين ما يكفي من مساحة للتحرّك أما مستعملو السيارات فلا حظ لهم في ذلك...المنتصبون عشوائيا توّغلوا على إمتداد سوق "باب الزنايز" وخنقوه من خلال عرضهم للبضائع في قلب الشارع كما أن عددا كبيرا من "النصابة" إحتلوا الساحة المؤدية إلى هذا الشارع و فرضوا حصارا رهيبا فلم يعد من السهل المرور في أي إتجاه بعد أن حوصرت الساحة بالعربات واللوحات التي تحمل الخضر والغلال وحتى تجهيزات المنزل والأمر يزداد سوءا يوما بعد يوم في ظلّ صمت رهيب من أصحاب المسؤولية...ليصبح مشهد الفوضى مألوفا في شوارع باجة حتى أن أحد المواطنين علق على الوضع قائلا انه لا يستغرب أن يستفيق الباجية فيجدوا سوق الدواب قد إنتصب في قلب المدينة ليحتل ما تبقى !من الشوارع الهادئة وتحديدا أمام قصر البلدية... تجار المحلات والسوق المركزية يستغيثون بالإضافة إلى الفوضي وإزعاج راحة المواطنين والمشهد الفوضوي الذي يفرضه الإنتصاب العشوائي في شوارع باجة وخاصة في مدخل سوق "باب الزنايز" فإن تذمرا كبيرا عبر عنه تجار المحلات المتواجدة في السوق المذكور وكذلك تجار السوق المركزية وبصفة خاصة تجار الخضر والغلال الذين أكدوا للتونسية أن تجارتهم شهدت تراجعا كبيرا خاصة وأن الحريف بات غير قادر على الوصول بسهولة إلى محلاتهم فيضطر لإقتناء حاجياته من التجار المنتصبين أمام السوق أما تجار السوق المركزية فقد أكدوا أنهم أصيبوا بركود كبير وهم على حافة الإفلاس بما أنّ بضائعهم لا تجد من يقتنيها...وقد طالب أصحاب المحلات بالتعجيل بحلول تقضي على الإنتصاب الفوضوي وتعيد لمحلاتهم الحيوية المعهودة حتى لا يضطروا إلى مغادرتها والإلتحاق بصف المنتصبين عشوائيا... 33 محلا يرفضها المنتصبون في سياق متابعتنا لهذا الموضوع إتصلنا برئيس النيابة الخصوصية لبلدية باجة السيد صلاح الدين زرّوق الذي أكد أنه كباقي مواطني باجة فإن الإنتصاب الفوضوي يؤرقه وهو الذي سعى منذ أشهر عديدة لإيجاد الحلول الكفيلة بإزالة مشهد الفوضى وبذل جهدا كبيرا مكنّه من توفير 25 فضاء بمقر السوق المركزية بباجة و8 بسوق المزارة على ذمّة المنتصبين إلا أن هؤلاء رفضوا مغادرة الطريق العام وأصروا على مواصلة إنتصابهم بما أنهم يرون أن مرابيحهم ستتراجع داخل السوق المنظم... من يتحمّل المسؤولية ؟ بعد أن رفض المنتصبون عشوائيا القبول بالإنتقال للعمل داخل الأسواق المنظمة والتابعة لبلدية باجة هل سيبقى المشهد في باجة تحت وطأة الفوضى والعشوائية رغم تململ المواطن وإنزعاجه من تطوّر هذه الظاهرة وإستفحالها خاصة خلال الأيام الأخيرة بشكل لم يعد يحتمل بالمرة...؟ صحيح أن المنتصبين يحتاجون للعمل والرزق ولكن من واجبهم ان يلتزموا بالنظام العام للمدينة وأن لا يفرضوا واقعا لا يليق بالمشهد العمراني للمدينة...ليبقى السؤال مطروحا بإلحاح في باجة عن الطرف القادر على تحمّل المسؤولية وإعادة الأمور إلى نصابها مثلما حدث في أكثر من مدينة أخرى على غرار سوسة و صفاقس والعاصمة وبنزرت التي تدخلت فيها كافة الأطراف المسؤولة من سلط جهوية وبلدية ووحدات أمنية ونجحوا في القضاء على الإنتصاب الفوضوي خاصة وأن الحل متوفر بعد تخصيص 33 فضاء داخل الأسواق لفائدة المنتصبين