ل يمكن القول إن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أحدث مفاجأة حين تمكن من التقدم رسميا لانتخابات المجلسالتأسيسي في كافة الدوائر إلى جانب دائرتين في فرنسا؟ خلفية هذا السؤال أنّ الاتحاد الديمقراطي الوحدوي المحسوب حسب البعض على «أحزاب الموالاة» قبل 14 جانفي 2011 تعرّض خلال الأشهر الأخيرة إلى عدة عراقيل ومشكلات داخلية وموضوعية دفعت عديد المراقبين للاعتقاد انه لن «ينهض» منها». عراقيل ومشكلات أولى هذه العراقيل أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي عرف انسحاب عدد من إطاراته مباشرة بعد الثورة وثانيها ضعف موارده المالية مقارنة بعديد الأحزاب الأخرى، هذا إلى جانب أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يتعرض منذ 14 جانفي إلى حملة تشكيك وتشويه. هذه العوامل وغيرها دفعت العديد للاعتقاد أن هذا الحزب سيكون مصيره كمصير بعض الأحزاب الأخرى وان مشاركته في انتخابات المجلس التأسيسي ستكون باهتة... لكن حصلت «المفاجأة» وتمكن «الوحدوي» من إنجاز «قائماته في كافة الدوائر الانتخابية إلى جانب التقدم بقائمتين في فرنسا 1 وفرنسا 2. نشاط لم يتوقف مصدر في حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي نفى أن يكون في الأمر أية «مفاجأة» وقال إن عمل الحزب لم يتوقف منذ ثورة 14 جانفي وهو عمل تم على مستويين اثنين، المستوى الأول هو الدفاع عن أطروحات الحزب ودوره قبل 14 جانفي لرفع التشكيك والتشويه والمستوى الثاني هو البناء التنظيمي وإعادة ترميم هياكل ومؤسسات الحزب. وأضافت المصادر ذاتها أن الحزب نحج إلى حد كبير في هذا الصدد بفضل الخبرة التي راكمها. وأشارت إلى أن الحزب كان على وعي أن ما تعرض له من حملات تشويه هي خطة مدروسة متورطة فيها أطراف حكومية وعدد من الأحزاب السياسية، هدفها إبعاد الحزب عن الحياة السياسية. الجيل الثاني في الواجهة وأضافت مصادر حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أن الحزب دفع بالجيل الثاني من مناضلي الحزب إلى واجهة العمل السياسي ودفعها لتحمل مسؤولياتها، ورغم صعوبة الأمر فقد نجح هذا الجيل بحماسة في فرض مكانته ودوره. وأضافت إن عدم ترشح الأمين العام للحزب الأستاذ احمد الاينوبلي لانتخابات المجلس التأسيسي يندرج في هذا الإطار أي فتح المجال أمام الجيل الثاني من مناضلي الحزب لخوض غمار الحياة السياسية. ولئن نجح «الوحدوي الديمقراطي» في معركة قائمات المجلس التأسيسي وأحدث المفاجأة... فهل يتمكن من إحداث المفاجأة عند الإعلان عن النتائج؟؟