ورد على "التونسية" البيان التالي من حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي : "يهم حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي أن يتوجه في هذا الظرف الدقيق إلى الرأي العام بهذا البيان ليوضح أنه يتعرض إلى عملية تشويه ممنهجة من بعض القوى والأطراف التي خانتها أدوات التحليل السليم لمجريات الأحداث وتعوزها القراءة الدقيقة للمستقبل ، ومنها ما يتعرض له هذه الأيام من تشويه وتشكيك على خلفية مبادرته بالدعوة إلى استفتاء شعبي بالتوازي مع انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وهي حملة نعتقد انها تمثل حلقة جديدة من سلسلة حملات التشويه التي يتعرض لها الحزب منذ ثورة 14 جانفي . وهي ممنهجة لأن الذين يقودونها لم يكلفوا أنفسهم الجهد البسيط لمتابعة حقيقة موقف حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي من هذه الدعوة وخاصة توقيتها . يهم الحزب أن يوضح : - إن حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي هو أول من نادى بالدعوة إلى إستفتاء شعبي بالتوازي مع انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وكان ذلك يوم 17 جوان 2011 في اجتماع عام بمدينة صفاقس أشرف عليه الأمين العام للحزب الذي قال حرفيا :" إن انتخابات المجلس الوطني التأسيسي يجب أن تتزامن في اليوم ذاته بإستفتاء الشعب على شكل النظام المستقبلي والمدة المحددة للمجلس التأسيسي لإنجاز الدستور وأن تنحصر مهام المجلس التأسيسي في إعداد دستور البلاد وفق طبيعة النظام التي اختارها الشعب من خلال الإستفتاء" . - ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء يوم السبت 18 جوان 2011 مضمون كلمة الأمين العام وجاء فيها :"الإينوبلي يدعو في صفاقس إلى إستفتاء شعبي بالتوازي مع إنتخابات المجلس التأسيسي : اكد الأمين العام لحزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي الإينوبلي أحمد ضرورة إجراء استفتاء شعبي بالتوازي مع انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ...." - كما بثت القناة الوطنية 1 في نشرتها الرئيسية للأنباء مساء يوم السبت 18 جوان 2011 مقتطفات من الاجتماع العام في مدينة صفاقس ونقلت دعوة الأمين العام لتنظيم استفتاء شعبي بالتوازي مع انتخابات المجلس التأسيسي (يمكن الرجوع إلى أرشيف التلفزة الوطنية : النشرة الرئيسية للأنباء بتاريخ 18/06/2011). ورغم هذه الدعوة المبكرة لاستفتاء شعبي بالتوازي مع انتخابات المجلس التأسيسي فقد لاحظ الحزب أن الأحزاب السياسية والفاعلين السياسيين بما في ذلك الحكومة المؤقتة لم يتفاعلوا وقتها مع هذه المبادرة التي "مرت مرور الكرام" . لكن وبداية من منتصف شهر جويلية بدأت عدة أطراف أخرى في تبني هذه المبادرة والدعوة إليها بما في ذلك التآلف الجمهوري إلى أن أصبحت هذه الدعوة (مع إضافات جديدة) خلال الأسابيع الأخيرة جزءا من المشهد السياسي وقاعدة فرز جديدة بين الأحزاب السياسية . إن حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي يهمه اليوم أن يوضح للشعب التونسي ولوسائل الإعلام الوطنية ما يلي : - إن الدعوة جاءت في توقيت معين كان عامل الوقت يسمح بتنفيذها وإقرارها وهذا العامل انتفى في الوقت الحالي مما يجعل تنظيم استفتاء شعبي بالتوازي مع انتخابات المجلس الوطني التأسيسي أمرا شبه مستحيل . - يتساءل عن أسباب تمسك عديد الأطراف في الوقت الحالي بهذه المبادرة وعدم الإهتمام بها عندما طرحت قبل نحو ثلاثة أشهر . - يعتبر أن التمسك بهذه المبادرة في الوقت الحالي هو بمثابة التشويش الحقيقي على انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المقررة ليوم 23 أكتوبر لأن الوقت الآن لم يعد يسمح بذلك إطلاقا . - يذكر حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي أن مبادرة الاستفتاء خلال شهر جوان كانت حينها مبادرة تقدمية وتثبت إرادة الشعب الذي لا تعلو إرادة فوق إرادته . - يؤكد حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي أن المشكل لا يكمن في المبادرة وإنما يكمن في الأحزاب والقوى التي أثبتت مرة أخرى أنها لا تقودها الرؤية الإستراتيجية لقراءة المستقبل لذلك ندعو هذه الأحزاب والقوى أن تعترف بأخطائها أمام الشعب وأن تتوقف عن التشويه المقصود لحزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي أثبت التاريخ أنه الحزب المنحاز دوما للشعب دون حسابات حزبية ضيقة ، وأنه حزب المبادرات الإستراتيجية ".