تحول حفل زفاف اقيم مساء السبت 04 سبتمبر وسط الشارع الى معركة شديدة بين عشرات الأفراد من مختلف الأعمار بساحة ابي زمعة البلوي بالقيروان استعملت فيها الاسلحة البيضاء والهراوات. وقد أوقعت المعركة عددا من المصابين كما تسببت في تضرر مقهى وتعرضها للنهب. كما تعرض العاملون فيها للعنف. وقد تدخلت الجهات الأمنية للتحقيق في الحادثة التي دامت أكثر من ساعة وانتشر خبرها نظرا لحجمها. وبناء على روايات شهود عيان كانوا قريبين من مكان الواقعة، فان أحد المواطنين اقام حفل زفاف وسط الشارع مساء السبت الماضي بأحد الأحياء القريبة من مقام ابي زمعة البلوي بالقيروان. لكن خلافا جد بالعرس سرعان ما تحول الى معركة كبيرة شارك فيها عدد كبير من الأشخاص واستعملت فيها اسلحة بيضاء وتضرر فيها عدد من الاشخاص. وذكر شاهد عيان ان عددا من الشبان افتعلوا خلافا مع أصحاب العرس ثم غادروا المكان في اتجاه مقهى قريب كائن قبلة ابي زمعة البلوي. غير ان بعض اقارب اهل العرس لحقوا بهم وعنفوهم داخل المقهى ثم عادوا الى الحفل. لم تتوقف المعركة عند هذا الحد. فقد استنجد المتضررون بعدد كبير من أقاربهم وأصدقائهم وتوجهوا الى مكان االحفل شاهرين أسلحة بيضاء وهراوات. لكن مجموعة من الطرف المقابل اي من اهل العرس تجندوا لمواجهتهم فحصلت معركة بين عشرات الأشخاص (تتراوح اعمار المتخاصمين بين 15 و30 سنة) وقدر عدد المتخاصمين بنحو 100 فرد انتشروا في الساحة. وقد ادى التقاء الطرفين في ساحة ابي زمعة البلوي الى معركة حامية الوطيس استعملت فيها تلك الأسلحة البيضاء (سكاكين وقضبان حديدية وحجارة...) التي حملها عدد من المتخاصمين وادت الى إصابة بعضهم البعض بجروح متفاوتة الخطورة. وقد كان أفراد من الفريقين يتوافدون ويشاركون في المعركة حتى تحولت الساحة الى ميدان أشبه بميدان حرب. كما انتقلت المعركة الى مقهى مجاور وأدت الى خسائر مادية داخل المقهى. وحسب رواية صاحب المقهى، فقد تعرض بلور الواجهات وعديد التجهيزات الى التكسير كما تعرض بعض أعوانه الى إصابات بجروح استوجبت نقل بعضهم الى المستشفى وزعم ان دراجته النارية تعرضت كذلك للنهب اثناء المعركة. وقد قدر الخسائر التي تكبدها ب4 آلاف دينار. وحسب شهود عيان فان المعركة دامت أكثر من ساعة. وقد استنجد المواطنون بأعوان الشرطة مرارا وتكرار ابان الواقعة حسب قولهم، لكن حضور الاعوان كان بعد نحو ساعة وبعد حدوث عديد الإصابات. وقال شاهد عيان ان حضور الشرطة في عدد من السيارات منع تواصل المعركة وحصول مزيد من الأضرار مشيرين الى ان حضورهم كان متأخرا. وقد باشروا بحثهم في الواقعة الى غاية امس الاثنين من خلال استدعاء بعض الأطراف والاستماع الى أقوالهم. بعض من تابع المعركة من المنازل المجاورة وصفها بانها كانت «حرب» نظرا لعدد المشاركين فيها ولما يحملونه من أسلحة بيضاء. لكنهم نفوا ان تكون حرب «عروشية» مؤكدين ان أسبابها انطلقت من حفل الزفاف وليست سياسية كما ان من شارك فيها هم شبان وأطفال دفعتهم الحمية الى مناصرة اقاربهم وجيرانهم. ووصفت المعركة بانها كانت مخيفة مطالبين بتوفر الأمن دوريا بساحة ابي زمعة البلوي وهي ساحة عمومية تزورها العائلات الى جانب تواجد مقهى وفضاء ترفيهي للأطفال. كما اكد شهود ان الحادثة بعيدة كل البعد عن منطقة العروشية التي تناقلتها بعض الأفواه.