أكد السيد محمود شمام الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي في لقاء مع «الشروق» ان الثوار يطاردون العقيد الهارب معمر القذافي مرجّحا احتمال تواجده على حدود ليبيا. وتطرّق السيد محمود شمام في هذا اللقاء الى العلاقات التونسية الليبية، مشيرا الى أنها ستكون الافضل وان اليد العاملة التونسية ستكون لها الأولوية في ليبيا... وفي ما يلي هذا الحوار:جرى (بالامس) لقاء بين الثوار وممثلين عن قبائل «بني وليد».. فهل أثمر هذا اللقاء نتائج ما على صعيد حلحلة الأزمة حول الوضع بهذه المدينة؟لقد انعقد اجتماع ايجابي شارك فيه أعيان وقبائل في مدينة «بني وليد» واعترفوا بأن 90٪ من سكان المدينة هم مع السلام والأمن والاستقرار وليس هناك سوى 10٪ من المجرمين الذين يقاتلون مع نظام العقيد الليبي الهارب معمر القذافي.. وهؤلاء الأعيان والقبائل نصحوا الثوار بأن يتم الدخول بطريقة سلمية واعتقد ان هناك اتفاقا واضحا في وجهات النظر بين جميع الأطراف لكن أريد أن أؤكد هنا أن الثوار لديهم اليوم قوة ردع مهمة وأن اي مقاومة ستكون عواقبها وخيمة.لكن هل لمس الثوار نية لدى قبائل المدينة بتسليمها بطريقة سلمية اليهم؟نعم، هذا الاحتمال وارد جدا ولكن أريد أن أحذّر من أن بعض المجرمين موجودون في وديان بني الوليد... ويجب ان نكون بالمرصاد لهؤلاء وأن نكون حريصين على التصدي لهم والقبض عليهم حتى يتحقق السلام والأمن والرخاء بهذه المدينة... ومعنى ذلك انه اذا لم يقبل أهالي المدينة دخول الثوار بسلام فسيعمل الثوار على التفكير في الخيار الآخر...ولكن ماذا عن مصير القذافي... هل حققتم تقدّما ما بشأن هذا الموضوع؟الفرضية القائمة اليوم، بعد سيطرة الثوار على غالبية المناطق في ليبيا أن القذافي مختبئ في احدى المناطق على الحدود الليبية الجزائرية او على الحدود الليبية النيجرية... ولكن هناك غرفة عمليات تتابع تحركاته وتتعقبه في كل مكان وسوف لن يفلت من الثوار حتى وإن هرب الى الصحراء والوديان... واعتقد ان ساعة القبض عليه باتت وشيكة.بعد 10 أيام على سقوط القذافي.. الى أي مدى عادت الأوضاع الى طبيعتها.. أمنيا؟الثورة تسيطر بشكل حاسم وشبه كامل على ليبيا.. والامور تسير اليوم في اتجاه العودة الى طبيعتها.. وهناك سعي جاد الى توفير كل مقتضيات ومتطلبات الامن والبناء الديمقراطي.. والماكينة بدأت تدور وقريبا تخرج ليبيا بشكل كامل من حالة الفوضى وتستعيد دورها الطبيعي في الداخل والخارج.قمتم في نهاية الاسبوع بزيارة الى تونس.. فهل تضعونا في حيثياتها وأهدافها؟من الواضح ان العلاقة الليبية التونسية عززها الشعبان في الظروف الصعبة وكانت صدور التونسيين رحبة وواسعة وقد احتضنوا اخوتهم الليبيين وشاركوهم معاناتهم على امتداد الاشهر الماضية... هذه العلاقة الشعبية أرست بالتالي علاقة رسمية.. وقد التقينا مؤخرا في هذا الاطار الوزير الاول الباجي قائد السبسي وأكدنا في هذا اللقاء على الرغبة المشتركة التي تحدو البلدين من اجل ارساء علاقة صادقة وفاعلة في مختلف المجالات وعلى كل المستويات.ماذا عن الملف الأمني... وما هي أوجه التعاون التي تم التطرق اليها بهذا الخصوص؟هذا الملف هو في الحقيقة متروك للحكومتين في الاجتماعات واللقاءات القادمة... صحيح أنه تمت مناقشة ملفات أمنية فنحن نريد أن نتعاون لضبط الحدود بين الطرفين وهناك ترحيب وتجاوب من الجانبين في هذا الخصوص.. ونحن حريصون على المضيّ قدما في التعاون ليس في الجانب الامني فقط بل في كل الجالات.. وما أقوله ان العلاقات التونسية الليبية ستكون بإذن الله الافضل على الاطلاق في المستقبل...كيف ستتعاطون مع موضوع اليد العاملة التونسية.. وما هو العدد الذي تفكّرون في «استيعابه» في اطار عملية اعادة الاعمار؟العمالة التونسية ليست محل نقاش لأن اليد العاملة التونسية سيكون مرحّبا بها في اي وقت... وأنا شخصيا ليس بإمكاني تحديد العدد الذي نحتاجه في اليد العاملة التونسية لكن بالتأكيد ستكون لها الأولوية... وبالتالي سوف تستوعب ليبيا ما يمكن ان تستوعبه في هذا المجال.