لان مدينة الكريب تعتبر نقطة عبور زادها حركية الطريق الوطنية رقم5 تم مع مطلع الألفية الثانية إحداث قسم الاستعجالي بالمنطقة لتقريب الخدمات الصحية للمواطن. قسم الاستعجالي الذي تم تشييده بالجهة سنة 2000 كان بحق مفخرة لأبناء الجهة لأنه يعد الأول من نوعه بكامل ولاية سليانة سواء من حيث هندسته المعمارية الجميلة أو من حيث مساحته الشاسعة وهو ما جعل الإطار الطبي وشبه الطبي يعملون في ظروف مريحة رغم النقائص العديدة بالقسم التي اثارت عديد التساؤلات سواء لدى الإطار العامل به او لدى الأهالي لأنه غير مستغل على الوجه الأكمل. أول ما يشد انتباهك عند دخول الباب الرئيسي لقسم الاستعجالي تعترضك لافتة متوسطة الحجم مثبة عند المدخل ومكتوب عليها اوقات العمل بهذا القسم 24س على 24س و7 ايام على 7 ايام لكن بين اللافتة وبين الواقع مفارقة كبيرة مما يعني ان اللافتة منذ تثبيتها سنة التدشين لم يطبق ما كتب عليها لان رؤساء المؤسسة السابقين لم يكلفوا انفسهم عناء المطالبة بالترفيع في عدد الاطار الطبي والشبه الطبي الخاص بقسم الاستعجالي بل اكتفوا بتسيير الاعمال الادارية. وبما ان الاطارات الطبية وشبه الطبية المتواجون بالمستشفى عددهم ضئيل فإن التوقيت المعتمد بقسم الاستعجالي ينطلق فعليا من الساعة الواحدة بعد منتصف النهار الى غاية الساعة 7 من صباح يوم الغد مما يعني ان الحالات الاستعجالية للفترة الصباحية يتم اسعافها داخل المستشفى وبقسم لايتسع لاسعاف مريض واحد فما بالك اذا تعلق الامر بحادث مرور والادلة كثيرة عن معاناة الاطار الطبي وشبه الطبي عند تقديم الاسعافات الاولية من ظروف صعبة للغاية. بناية ضخمة... واخلالات بالجملة الهندسة المعمارية لقسم الاستعجالي كانت في غاية من الروعة حيث تعترضك عند المدخل قاعتان للانتظار فسيحتان مع قسم للحالات الاستعجالية وقسم للتحاليل وغرفة لايواء المرضى وبعض الغرف للمناوبين ودورتين للمياه ومكتبين أحدهما شاغر.فكل ما تم بناؤه استحسنه اهالي الجهة لانه يعد مكسبا مهما لاهالي المنطقة لكن سلبيات هذا المبنى لايستطيع اكتشافها سوى العاملين بهذا القسم من ذلك ضرورة توفير دورة مياه اخرى خاصة بالاناث مع توفير بيت استحمام خاصة بسائقي سيارة الاسعاف المناوبين دون نسيان الشقوق التي استفحلت في بعض اركان القسم والتي يتمطط طولها من يوم الى اخراضافة الى نزول مياه الامطار عند مستوى النوافذ المتاخمة على سطح المبنى كلما تهاطلت الامطار والتي كثيرا ما سببت حرجا دائما للمرضى داخل قاعة الانتظار دون نسيان قاعة الانتظار الثانية والتي لم يجد لها أي تفسير مقنع في بنائها لانها ومنذ تشييدها لم يقع استغلالها البتة. نقص فادح في الاطارات بعد ان تم تشييد البناية منذ الالفية الثانية اعتقد الجميع وخاصة منهم الاطارات العاملة بالمستشفى بأن المعاناة سوف تنتهي بانطلاق العمل الفعلي لقسم الاستعجالي حيث ستتكفل الوزارة المشرفة بتوفير العدد الكافي للاطارات الطبية وشبه الطبية ويكون استغلال هذا القسم بالشكل المطلوب لكن وللاسف. لم تنفع لا الشكايات ولا المراسلات وعليه فقد حان الوقت حسب ماسيتم توزيعه من اطارات طبية وشبه طبية على كامل مستشفيات الولاية في قادم الايام للأخذ بعين الاعتبار قسم الاستعجالي للمستشفى والذي يتطلب طاقما خاصا يتكون من اطار طبي وشبه طبي لقسم الاستعجالي دون سواه حتى يتسنى للقسم العمل على مدار الساعة ويتم بالتالي استغلاله بالوجه المطلوب لما فيه مصلحة المريض ولمَ لا تعيين تقنيين ساميين بقسم التحاليل يعملون بالتوازي مع قسم الاستعجالي وخاصة في فترة الظهيرة وعند المناوبة مع اضافة سيارة اسعاف مجهزة بأحدث التجهيزات خاصة بالاستعجالي؟