يعتبر سوق الجملة ببئر القصعة أكبر سوق للخضر والغلال. و تتميز طول السنة بحركية فائقة يقصدها الفلاحون ووكلاء البيع و التجار و الخضّارة والمواطنون. مما يجعلها في حاجة ماسة إلى عناية استنثنائية في مستويات التزويد و التنظيم الإداري و الترصيف و النظافة. وهو ما يفتقر إليه هذا المركز إن قبل الثورة أو بعدها فقد أفادنا العديد من المترددين على هذا المكان أنهم ضاقوا ذرعا من الانتشار الواسع للأوساخ و عدم احترام شروط الصحة فحيثما وليت وجهك تعترضك المياه الراكدة على بعد حوالي مترين من الغلال و الخضر المعروضة للبيع. و هو ما خلف روائح كريهة و جحافل كبيرة من الناموس و الوشواشة و مما زاد في المشهد قتامة و «نتانة» افتقارسوق الجملة حسب ما أفادنا به السيد الطاهر خميرة أمين مال التعاضدية العمالية بسوق الجملة إلى قنوات تصريف المياه اللافت للأنظار أن المياه المستعملة كانت تصرف وراء السوق في ما يشبه الوادي إلا أن صاحب الأرض التي يخترقها هذا «الوادي» قام بتسويتها مما يجعل المياه العفنة تتراكم وراء السوق مباشرة. و حتى مشروع تكرير النفايات المقام في السوق المركزية فقد أخذ من ميزانية الدولة ما يقارب 4 مليارات إلا أن الفائدة منه لا تكاد تذكر فهو في عطالة شبه دائمة. و كأن المشرفين على السوق لم يكفهم هذا التهاون فسمحوا لباعة الكسكروتات بالانتصاب في جل الزوايا يعرضون خدمات لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية و لكي تكتمل الصورة لا بد من الإشارة إلى أن سوقا بذاك الحجم المعماري و المادي و الاستراتيجي ليس فيه حسب ما ذكر لنا أحد العاملين غير مرحاضين أحدهما معطل و الثاني يفتقر إلى التعهد اللازم بالتنظيف.