تذمر التجار والفلاحون والعديد من المواطنين وحتى العملة من عديد النقائص والمشاكل التي بلغت ذروتها في سوق الجملة ببئر القصعة،وقد جرى انتداب عشرات العملة لاصلاح ما فسد. وقد تمحورت المشاكل في ثلاثة مستويات الأول بيئي صحي يتمثل في كثرة الأوساخ والمياه المتراكمة والأتربة القريبة من موضع الخضر والغلال، بل لا تكاد تبتعد عنه في بعض الأحيان أكثر من مترين.الثاني يتصل بالتجهيزات إذ تواصل تعطل أكثر من 15 بيت تبريد منذ أشهر أما الثالث فيرتبط بمصنع تحويل فضلات الغلال والخضر الى طاقة كهربائية. وهو مشروع كلف الدولة المليارات، لكن مردوده ضعيف بسبب نشاطه غير المتواتر.في هذا السياق كان لنا لقاء مع السيد محمد العويني، الرئيس المدير العام للشركة التونسية لأسواق الجملة الذي قدم لنا عديد الأرقام والمعطيات وكشف لنا عن بعض المشاريع والتطلعات العاجلة والآجلة المتصلة بالبنية التحتية والعملة وغيرهما من المشاغل.خطة آنية وطويلة المدىلم ينكر محدثنا ما أشرنا إليه من تراكم الأوساخ والأتربة والمياه في سوق الجملة على مقربة من موضع الخضر والغلال إلاّ أنه اعتبر ذلك ظرفيا بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في شهر جوان وذكر أن الادارة قد خصّصت فريقا يضم 70 عاملا وعاملة يقومون يوميا بعمليات التنظيف بداية من منتصف النهار.كما أرجع السيد محمد العويني هذه المشكلة الى «تهرّم» قنوات الصرف الصحي التي أُحدثت منذ سنة 1983 بمعدّات عمرها الافتراضي لا يتعدى العشر سنوات وهو ما دعا الشركة الى دعوة مكتب دراسات ليرصد الأمر ويقترح الحلول فتبين أن هذه القنوات تحتاج الى اصلاح جذري يقتضي اعتمادات مالية تصل الى 600 ألف دينار تقريبا وافقت إدارة الشركة على تمويلها رغم أنها ليست مبرمجة في ميزانية 2011 ووعد محدثنا بأن تبدأ الأشغال في غضون شهر لكن في انتظار نهاية الأشغال ستعوّل الادارة على ثلاث شركات لتصريف المياه وهي الديوان الوطني للتطهير وشركتان احداهما تقوم بتسريح القنوات والثانية تعمل على شفط المياه المتراكمة.انتداباتوذكر السيد العويني أن الشركة التونسية لأسواق الجملة انتدبت خلال الأسابيع السابقة 70 عاملا بعد أن كانوا يعملون ضمن بعض شركات المناولة مما أتاح لهم وضعية قانونية أفضل واستقرارا مهنيا أوضح رحبت به كل الأطراف الادارية والنقابية.مصنع تحويل الفضلاتقيل الكثير حول «عطالة» مصنع تحويل الفضلات الى طاقة رغم تكلفته العالية التي بلغت 5 مليارات إلا أن الحقائق التي أوضحها لنا الرئيس المدير العام تؤكد أن هذا المشروع كانت تكلفته في البداية 500 ألف دينار ثم وقعت توسعته شيئا فشيئا إذ كان قادرا على تكرير 20 ألف طن من فضلات الغلال والخضر يوميا. فأصبح بامكانه بعد التوسعة تحويل بين 50 و70 طنا يوميا.هذه التوسعة تتجاوز امكانيات الشركة سواء ماديا أو من حيث حجم الفضلات. وأضاف محدثنا أن المصنع قد تمّ تدشينه في عهد الرئيس السابق ولم يكن جاهزا.وعليه، فإن الادارة قد ارتأت استحضار فضلات من مصادر أخرى غير السوق بالتعاقد مع بعض البلديات، لكن المشكلة تكمن في أن الفضلات التي توفرها البلدية مختلطة فيها المواد الحديدية والبلاستيك والحال أن المصنع يحتاج فقط الى فضلات من بقايا الأكل والغلال والخضر.رغم هذه الصعوبات ذكر محدثنا أن المصنع لم يتوقف كليّا، إنما هو يعمل حسب الامكان. وفي هذا السياق اتفقت الشركة التونسية لأسواق الجملة مع «الستاغ» على أن تبيعها «الكهرباء» الذي يقع انتاجه ويجري خصم فارق الاستهلاك.90 ألف دينار لاصلاح بيوت التبريد المعطلةلطالما تذمر الفلاحون والتجار من تعطل بيوت التبريد ممّا يضطرهم للالتجاء الى الخواص خارج السوق وفي ذلك مضرّة لهم وللشركة في آن. هذا المشكل في طريقه الى الحلّ في تقدير العويني، إذ توجد 15 بيت تبريد لا تعمل سيقع اصلاحها بحوالي 90 ألف دينار وسيقرّر هذا اثر مناقصة علنية.