ارتباك ، حيرة ومفاجآة من الفيفا بين الحين والآخر ومشاكل مادية تختفي لتعود وسدّة رئاسة لا تجد من يعتليها في «السي آس آس» الذي يكاد يكون الفريق الوحيد في الرابطة الأولى الذي يفتح باب الترشحات فيه ليغلق على صناديق خاوية. نواقيس الخطر هذه دقت منذ الموسم الفارط إذ كأن موقع الرئاسة في فريق عاصمة الجنوب تحول إلى غول مخيف حتى أن البعض من رجالاته وكباره فضل دخول معترك السياسة بأحزابها مفارقا الكرة وملاعبها والسؤال المطروح إلى متى هذا العزوف؟ وما السرّ الكامن وراءه؟ للعزوف أسبابه هذه الظاهرة التي اختص بها فريق عاصمة الجنوب عن غيره من الفرق تعود بالأساس إلى تخبطه في ديون تكاد لا تنتهي وتتقلص لتتضخم من جديد ورغم أن الديون والمشاكل المادية وغياب موارد دائمة هي نقطة إلتقاء جميع فرقنا إلا أن المشهد في «السي آس آس» أكثر ضبابية والتباسا ولا أدلّ على ذلك من قضايا بالجملة في الفيفا لصفقات مرّ عليها الزمن لكنها أطلت برأسها مؤخرا من باب سوء التصرف وعدم قراءة العواقب وبعد أن درّت أموالا طائلة في خزينة النادي وصنفت بوصفها صفقات ذهبية غير مسبوقة تحولت من نعمة إلى نقمة وعقدت الوضعية المالية المتأزمة أصلا هذا فضلا عن الغموض الذي حام حول القيمة الحقيقية للديون في الموسم الفارط وكيفية حصرها وتضارب الأرقام في ذلك وكل هذا وذاك يفسر توجس البعض من قيادة الفريق والدخول في مغامرة غير معلومة العواقب. سيناريو السلامي يتكرر وكأن التاريخ يعيد نفسه في نسخة شبيهة بالموسم الماضي إذ يعد السلامي بالتجديد أمام المناشدات والإلتفاف حول شخصه ومن ثم نأى بنفسه عن المشهد ولكن مبررات السلامي هذه المرة هي جملة التجاوزات من قبل البعض في حق شخصه والتي لا نخالها إلا امتدادا للإنفلات الذي تعيشه البلاد على جميع المستويات وكان من المتوقع والمنطقي أن يفضي حجم الإلتفاف حول شخصه من أحباء ومسيرين وشخصيات إلى رأب الصداع ولكنه كان متصلبا أكثر من اللزوم على أنه يبقى الإسم المطروح بشدة ولا يزال الضغط والالتماس ساريان ليكون على رأس الفريق مجددا. مصير ستانمب معلق بالسلامي كان من المقرر أن يتم التعاقد رسميا مع المدرب الألماني ستانمب لكن أمام تأجيل الجلسة الانتخابية وعدم وضوح الرؤية في ما يتعلق بالهيئة الجديدة كان لا بد من التروي والانتظار وصولا إلى تعليق المباحثات والاتفاق النهائي إلى حين تبين الخيط الأبيض من الأسود في موضوع الرئاسة. اليوم اجتماع «تحديد المصير» لمسنا خشية حقيقية إزاء الوضع المتأزم ل«سي آس آس» حين تحدثنا إلى أمين المال السيد الحبيب الحمامي الذي أكد لنا بأن الفترة حرجة وحساسة جراء غياب أبسط مقومات الدعم وانكفاء المساهمات من جميع الأطراف والشخصيات بلا استثناء ولا أدل على ذلك عدم ترشح أي كان لرئاسة الفريق وتحمل المسؤولية. وفي الأثناء تحركت الهيئة لحلحلة الأمور فتم التنسيق مع هيئة الدعم لتحريك المياه الراكدة وسيعقد للغرض اليوم اجتماع بنزل في مدينة صفاقس.