مازالت أحداث ملعب المنزه ليلتي السبت والأحد الفارطين تلقي بظلالها على المشهد الرياضي العام خاصة أنها جاءت لتطرح مظهرا جديدا من مظاهر الفوضى يختلف كليا عما كنا نشاهده.. فالأمر صار يتعلق ب«حرب» بين جمهور الفريق الواحد.. فما بالك بما ينتظرنا بين جماهير مختلف الفرق؟الخوف تسرّب الى كامل الجسد الرياضي من الوزير الى الفقير ومن الكبير الى الصغير بما جعل السؤال مثل كرة الثلج يتضخم بشكل ملفت ليغمر المكان: بأي وجه سنستقبل الموسم الجديد في ظلّ ما جرى وفي ظلّ ما قد يجري طالما لم يتغيّر شيء داخل رؤوس المشاغبين غير تكتيك العبث والرغبة الظاهرة للعيان في إحراق الحقل الرياضي الجميل مع سابقية الاضمار والترصد خاصة أن ظروف البلاد والعباد «تساعد» على انجاز هذه الشرور داخل مدرجات الجمهور حتى تُحسَب مرة أخرى على الرياضة والرياضيين في زمن باتت الشكوك تحوم حول أياد أخرى انطلقت رسميا في تشويه المشهد الرياضي لغايات سوف تظهر مع قادم الأيام.«الشروق» تفتح الملف مجددا وتسأل أهل الرياضة حول ما إذا كنّا فعلا جاهزين لبداية عهد جديد وفتح أحضان المرحبا لبطولاتنا الرياضية خاصة الكروية منها أم أن ما جرى يحيلنا على الاعتراف بأن حلم إعادة الحياة الى المدارج مازال بعيد المنى.. وان قرار الحكومة مثلما أشار الوزير قد يأتي مرة أخرى ليبعد الجمهور عن المدارج ومواصلة العمل بطريقة «الويكلو» كحلّ ضروري لمعاقبة الجميع..؟ماذا قال أهل الاختصاص في هذا الشأن وكيف يمكن لنا أن نستلّ وردة الرياضة من قلب الأشواك المحيطة بها بل هل نقدر على ذلك في هذا الظرف بالذات.. أم نقول على الوضع الرياضي «امسح مات»؟سليم الربعاويمنيرة بن فضلون : نريد ثورة في العقليات...إنّ الفوضى والتخريب التي عادت إلى ملاعبنا تجعلنا ننادي من جديد بثورة عقليات تدحض هذه الأفكار المسمومة التي تحاول تخريب رياضتنا وعلينا أن ندعو ل«الويكلو» في كل مقابلاتنا حتى نضمن عودة الاستقرار والأمن للبلاد وبعدها نقرر هل نلعب بالجمهور أم لا ثم علينا أن نقوم بعمليات تحسيسية للجمهور الذي يكسر ويدمّر وليعلم هؤلاء بأنهم بهذه الطريقة يضرون بجمعياتهم ويضغونها في مأزق خطير سواء أمام ال«كاف» أو أمام سلطة الإشراف وعلى جميع الأطراف أن تحاول التحكم في هذه الظاهرة الخطيرة التي تخرب رياضتنا وأنا كأم أصبحت أخاف على أبنائي من الملاعب وكل الأولياء مثلي فبصراحة الملاعب أصبحت بؤرة لهؤلاء المشاغبين.منىعبد المجيد مصلح (إعلامي): «الويكلو» لإيقاف العنف !ما حدث في لقاء الترجي ومولودية الجزائر من تبادل للعنف بين شقّين من جماهير الترجي وما حدث في لقاء الافريقي وأساك ميموزا من اعتداء من جماهير الافريقي على أعوان الأمن أمر خطير جدا ومؤثر ليس فقط على أجواء اللقاءات الرياضية وإنما على الوضع الاجتماعي ويؤثر أيضا على الوضع السياسي أيضا.ما حدث تأثر بالوضع السياسي والاجتماعي ويؤثر فيه باعتبار اللافتات التي تمّ رفعها وهي ذات طابع سياسي بحت.دعاة العنف ومن خطّطوا له وكانوا وراءه وفّروا الفرصة لكي تجري المقابلات القادمة دون حضور الجمهور وهذا إجراء وقائي حتى لا تتطور الأمور الى كارثة حسب النسق التصاعدي الذي لاحظناه للعنف.«الويكلو» هو الحل المنطقي الأمثل مادام خفافيش الظلام يريدون التأثير سلبا على الوضع العام من بوابة الرياضة.سهام العيادي (إعلامية): الحضور الأمني المكثف ضروري«شخصيا أدعم فكرة إجراء المقابلات الرسمية مع انطلاق البطولة الوطنية في شهر نوفمبر القادم مع ضرورة الحضور الأمني المكثف بوصفه الطرف الأهم في عملية إنجاح المباريات الرياضية ولكن ينبغي معاقبة كل المذنبين مهما اختلفت أعمارهم ولا يعقل أن يقدم الجمهور على الإساءة لأعوان الأمن أما بالنسبة للجان الأحباء فيبقى دورها ثانويا قياسا بالمؤهلات التي بحوزة المسؤولين عنها ومن المؤسف أن كرتنا تفتقد اليوم إلى مسؤولين يفرضون الاحترام والتقدير كما كان الشأن بالنسبة إلى النيفر والشاذلي زويتن وعزوز الأصرم والقروي وغيرهم بحكم أنهم كانوا يتمتعون بسلطة معنوية واضحة ومؤثرين في الجماهير المواكبة للمقابلات الرياضية.ومن جهة أخرى أظن أن الإعلام مطالب بتجنب الأساليب المثيرة التي من شأنها أن تساهم في تحفيز الجمهور على القيام بالعديد من التجاوزات داخل الملاعب وخارجها».سامي حمانيمحمد عشاب (رئيس سابق بالملعب التونسي): كل الوسائل... من أجل الهدوءحسب رأيي وعلى ضوء ما حصل مؤخرا، فإن السلط المعنية مدعوة الى استعمال كل الوسائل من أجل أن تدور كل المقابلات سواء المحلية أو الدولية التي تحتضنها بلادنا في ظروف أمنية من شأنها ن لا تمسّ بسمعة كرتنا على الصعيد الدولي لكون هذه الاضطرابات التي تحدث هنا وهناك لها انعكاساتها السلبية على القطاع السياحي وبالتالي القطاع الاقتصادي ولا بدّ من الاشارة الى أن الهياكل الرياضية الأخرى وهي ال(كاف) وال(فيفا) لن يبقيا مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث من أحداث في ملاعبنا باعتبار أن ذلك سيلحق الضرر بالحكام الذين تعيّنهم للمقابلات.فريدحاتم بن آمنة (إعلامي): الأمن ورؤساء الجمعيات في قفص الاتهامهناك إشكال خطير جدا في ملاعبنا وهناك حلقة مفقودة نفهم جيدا أسباب هذا الانفلات الجماهيري الذي عاد بنا الى الوراء، ولعل الخطورة هنا تكمن في الفجوة بين الأمن ورؤساء الجمعيات، فالأمن يحاول أن يكون محايدا نوعا ما ولا يستعمل القوة ضد هذه الفئة من الجمهور، أما بالنسبة الى رؤساء الجمعيات فهم غير قادرين على تهدئة جمهورهم وتوعيته لذا فإن «الويكلو» حل لا بدّ منه حتى تستعيد البلاد هدوءها ويستتبّ الأمن بالشكل اللازم.وبالنسبة الى الجمعيات التي تتشكّى من قلة الموارد فعليها أن تجد حلا من موارد أخرى غير الحضور الجماهيري مثل البرومسبور أو مداخيل التلفزة والمهم إيقاف هذه المهازل الرياضية.رضا الراجحي (رئيس لجنة التنظيم بالنادي الافريقي): «الويكلو» نصف الحلّالحل في نظري لا يكمن في إقرار عدم حضور الجمهور فهو في نظري نصف الحلول بل بالامكان حسب رأيي النسج على منوال بعض الدول الأجنبية وذلك باعتماد بيع الاشتراكات للجمهور مع الاستظهار ببطاقة التعريف والصورة وترقيم المقاعد وهو ما من شأنه أن يسهل حصر المتواجدين في المكان المخصّص لهم وإلقاء القبض على المذنبين.كعباشيشهاب الرويسي (إعلامي): «الويكلو» حلّ مؤكدالأكيد والثابت أنه بعد الوقائع الأليمة التي حدثت في مدارج ملعب المنزه في مقابلتي الترجي والافريقي ستكون تحت سلطة «الويكلو» من المقابلات القادمة لأن الوضع الأمني هشّ جدا ولا يسمح بمغامرة جديدة داخل الملاعب، والخطير هنا بأننا كنا سابقا نخاف من المشاكل بين جمهوري الفريقين المتنافسين أما الآن فالمشاكل بدأت بين مجموعات الجمهور الواحد وهذا في حد ذاته إنذار خطير لذا علينا أن نواصل المقابلات القادمة حتى في البطولة الوطنية بلا جمهور في ظل الوضع الحالي للبلاد.منىعبد المجيد السنوسي (المدير العام للرياضة): التوعية أوّلا لأنه مشكل خطيرنحن الآن في فترة حرجة جدا في كامل أنحاء البلاد وقد استغل البعض هذا الوضع للقيام بأعمال شغب في الملاعب وهذا أمر لن يمر مرور الكرام لذا على كل الأطراف التكاتف لإيجاد مخرج من هذا المأزق الأمني، فالنوادي ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخلية عليهم جميعا الالتفاف حول هذا المشكل الذي يتفرع إلى عنصرين هامين فمقابلة بلا جمهور لا نكهة فيها ولا حياة كما أنها تؤثر حتما على عائدات الفرق من إشهار ومعلوم تذاكر ومن جهة أخرى فإن هذا الانفلات الخطير للجماهير ليس بالأمر الهين إذن نحن أمام معادلة صعبة على الجميع الالتفاف عليها لإيجاد حل جذري ينقذ الرياضة من أمثال هؤلاء المشاغبين وبصراحة نحن نعوّل كثيرا على أهمية وسائل الإعلام لمساعدتنا في هذا المشكل فالتوعية هامة جدا في مثل هذه الظروف.منىحاتم بالحاج يحيى (نائب الناطق الرسمي لوزارة الداخلية): سندرس هذه المسألة خلال الأيام القادمةكل ما يمكن قوله الآن أن موضوع تأمين مقابلات البطولة الوطنية بحضور الجماهير مازال مؤجلا وأظن أننا سننظر في هذه المسألة خلال الأيام القليلة القادمة».سامي حمّاني