كثيرة هي محاور الاهتمام في الموقع الاجتماعي يوم أمس، غير أن ذكرى مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان شغلت الكثير من الناشطين السياسيين الذين استنكروا أن يساهم بعض التونسيين في التذكير بالهجوم الإرهابي على نيويورك وينسوا أحد أشهر وأفظع جرائم الإرهاب الصهيوني. ومنذ بضعة أيام، تناقل بعض الناشطين النقابيين وهم الأكثر حضورا في التذكير بمجزرة صبرا وشاتيلا، المخيمان الفلسطينيان اللذان حاصرهما الجيش الإسرائيلي في 16 سبتمبر 1982 أثناء غياب المقاتلين الفلسطينيين في جبهة القتال ضد إسرائيل ومكن مليشيات القوات اللبنانية وغيرها من اقتراف مذبحة لا وصف لها حيث تم قتل أكثر من 3500 شخص أغلبهم المطلق من النساء والأطفال. وفي هذه الذكرى تم نشر وتقاسم عشرات الصور عن المجزرة تمزق نياط القلب، امتنعنا عن نشرها احتراما لذوي القلوب الحساسة، لكن يجب أن نذكر أن التعاليق التي رافقتها حفلت بمشاعر الغضب لأن العالم المتمدن يقضي عشرات الساعات في رثاء ضحايا الهجوم على برجي التجارة العالمي في نيويورك ولا يحب أن يتذكر مجزرة صبرا وشاتيلا لأن الفلسطينيين لا أحد يبكي عليهم. وكتب ناشط نقابي معروف: «الذين ماتوا في صبرا وشاتيلا، هم أيضا بشر ولا يقلون بشرية عن ضحايا برج التجارة، وأقل حقوقهم علينا أن نذكرهم ونندد بالمجازر التي طالتهم». كما تم نشر معلومات عن بعض الأنشطة التي تم القيام بها في تونس للتذكير بهذه الحادثة الكارثية على الشعب الفلسطيني المهجر، فيما كتب ناشط حقوقي إن نسبة كبيرة من الجيل الجديد لم تسمع أصلا بهذه المجزرة، ولا تعرف شيئا عن العذابات التي قادت جزءا من الشعب الفلسطيني إلى تونس في رحلة الشتات الطويلة. وفي هذه الذكرى، تم نشر العديد من القصائد، تظل أشهرها قصيدة الشاعر الخالد محمود درويش بعنوان «صبرا»، اخترنا لكم منها هذا المقطع: صبرا تنام. وخنجر الفاشي يصحو صبرا تنادي.. من تنادي كل هذا الليل لي، والليل ملح يقطع الفاشي ثدييها – يقل الليل يرقص حول خنجره ويلعقه. يغني لانتصار الأرز موالا، ويمحو في هدوء.. في هدوء لحمها عن عظمها ويمدد الأعضاء فوق الطاولة ويواصل الفاشي رقصته ويضحك للعيون المائلة