لمن لا يعرف صبرا و شاتيلا و ليست له دراية بالذكرى التي يحملها تاريخ 16 سبتمبر من كلّ سنة ،نقول له انّه و منذ 29 سنة (عام 1982) يحمل هذا اليوم ذكرى أليمة في قلوب العرب و المسلمين في شتّى أنحاء العالم ألا وهي ذكرى مذبحة "صبرا و شاتيلا". فقد جاءت هذه المذبحة و المجزرة التي هزّت العالم بأسره في عهد " أرييل شارون " وذلك بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية تحت تأثير الضربات الإسرائيلية المتكررة و الضغوط العربية و الأمريكية و بعد إعطاء الضمانات بعدم المساس بالفلسطينيين الموجودين بلبنان ، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيّمات برج البراجنة وصبرا و شاتيلا . ودخلت المليشيات المارونية العميلة المزودة بالأسلحة الكاتمة للصوت و الفؤوس و السيوف و بدأت عملها الوحشي في تلك الليلة فقتلت رجال المخيم و ذبحت عائلات باكملها بلا رحمة و اغتصبت النساء و الفتيات الصغيرات و قتلت الشيوخ و هدمت المساكن على رؤوس ساكنيها بلا رحمة و لا شفقة . و قد استمرت المذبحة أكثر من 42 ساعة متواصلة أي أيام 16-17 و18 سبتمبر بلا توقف كما اقتحمت مستشفى غزة في المخيم و قتلت المرضى الذين هم على أسرة الشفاء و الأطباء . و اغتصبت الممرضات قبل أن تمعن بهم تقتيلاً و ذبحاً بلا رحمة . ولم يعلم احد خارج المخيم ما يجري في الدّاخل إلا بعد اليوم الثاني عندما انسحبت تلك القوات من المخيم ليكتشف الناس الفظائع . فالآلاف من الجثث في الشوارع نساء وبنات صغيرات قتلن بعد أن اغتصبن . وأشلاء الأطفال و الرجال كانت مبعثرة في كل أرجاء المخيمات . كما وجدت جثث أخرى مقيدة أعدمت بوحشية حيث كانت بعض الجثث مقطعة الأطراف و البعض قد حفر الصليب على صدورها و جبهاتها و البعض سلخ جلده و هو حي . و كانت توضع في تلال من الجثث البشرية في عملية إعدام جماعي و تطهير عرقي ضد الفلسطينيين العزل و الأطفال و النساء و غيرهم . ورغم التّضارب في عدد القتلى فقد حدّد بعد تلك المذبحة بأكثر من 3326 شخصاً في حصيلة غير رسمية حسب منظمة العفو الدولية لان بعض الجثث قد دفنت تحت الأنقاض و البعض سحق تحت الآليات الاسرائيلية. ورغم تعدّد المجازر في تاريخ الشّعب الفلسطيني على يد العدو الصهيوني و حداثتها كمجازر رفح و جباليا و نابلس و بيت لاهيا و عدّة مجازر أخرى إلا أن مجزرة صبرا و شاتيلا تبقى الأشنع و الافظع في تاريخ الشّعب الفلسطيني و في تاريخ البشريّة ككل.