أطلب من الوزير الأول ووزير الصحة العمومية توضيح أسباب «المظلمة» التي تعرضت لها أمام الرأي العام. هذا ما قالته السيدة فوزية البجاوي الوزيني المديرة العامة لديوان الأسرة والعمران البشري في مستهل حديثها ل«الشروق» على اثر تعيين السيدة حبيبة الزاهي بالرمضان، الوزيرة السابقة للصحة العمومية على رأس الديوان دون أن تفهم الدوافع والأسباب. أصل الحكاية ذكرت السيدة فوزية البجاوي أنها كانت تشغل خطة طبيبة بمركز رعاية الأم والطفل بأريانة منذ 31 سنة، حيث قامت بواجبها على أكمل وجه لم يشتك منها أحد ولم تتأخر عن أداء واجبها المهني يوما كما ساهمت في تكوين الأطباء وشاركت في عديد البرامج والبحوث وكانت مستشارة في الرضاعة الطبيعية مع المنظمة العالمية للصحة. وأضافت أنه بعد الثورة اتصلت بها الدكتورة حبيبة بالرمضان حيث كانت تشغل منصب وزيرة للصحة العمومية واقترحت عليها تولي منصب ر.م.ع لديوان الأسرة وكنت حينها خالية الذهن تماما من هذه المسألة وعن ردة فعلها قالت: «أجبتها بأني مرتاحة جدا لما أقوم به في المركز ولا تعنيني المناصب بعد هذا المشوار الطويل من العمل، لكنها أقنعتني بضرورة المساهمة في إعادة بناء بلدنا العزيز تونس والمساهمة في تعزيز تواجد النساء بمواقع القرار فقلت في نفسي إنها فرصة فعلا خاصة أني يوم 14 جانفي لم أتمكن من التواجد بشارع الحبيب بورقيبة بحكم العمل». وبناء عليه باشرت يوم 3 ماي 2011 وظلت طيلة خمسة أشهر تعمل بالديوان على تنفيذ برامجه كما حرصت على تسوية وضعية العاملين فيه عن طريق المناولة ولم تحصل على راتبها الشهري منذ ذلك الحين، لكن لم تهتم للمسألة وقبلت بالتأخير على خلفية أن حقها محفوظ وهي فقط مسألة إجراءات. الانقلاب وأشارت الدكتورة فوزية أنّ الدكتورة حبيبة بالرمضان اتصلت بها بعد إقالتها من منصبها كوزيرة على إثر التحوير الوزاري في شهر جويلية وقالت لها إنها سوف تتولى إدارة الديوان وسوف تمنحها رتبة مديرة صلبه». وذكرت أنها اعتقدت حينها أنها ردة فعل عادية جرّاء إقالتها من منصب وزيرة وفعلا بعد أربعة أيام عاودت الاتصال بي مؤكدة أنه لا يجب أن أهتم للاشاعات التي مفادها أني سوف أكون على رأس الديوان عوضا عنها. وأضافت أنه بعد مدة وجيزة عادت الأقاويل هنا وهناك بأن السيدة حبيبة بالرمضان سوف تتولى منصب ر.م.ع ثم ما راعني إلا وأن اتصل بي رئيس الديوان وقال لي بالحرف الواحد أن الوزير يريد مقابلتي وكان ذلك خلال شهر أوت، فكان الأمر كذلك وقابلت الوزير. وصرّحت بأن الوزير أخبرها خلال المقابلة أنه تمّ تعويضها وفقا لاتفاق بينها وبين السيدة بالرمضان والكلام حرفيا «ماكم تفاهمتو» وأكدت أنها استغربت الأمر أمام الوزير وفندت كل شيء وقال لها بأنه سوف يتم النظر في المسألة لاحقا. وأضافت أنها في تلك الفترة تلقت مكالمات من الدكتورة بالرمضان تطلب منها التخلي عن رئاسة الديوان لتتولى هي المهمة. لست دمية وأمام هذه المواقف المتعدّدة وانتظار السيدة فوزية لمقابلة وزير الصحة قصد معرفة الأسباب والمسبّبات وكيفية إقالتها دون موجب توجهت برسالة الى لجنة تقصي الحقائق قصد مساعدتها حسب نص الرسالة على فهم المظلمة التي تعاني منها وأن تتبّع كل من قام بها. وقالت إنها ترفض التنحي بهذه الطريقة المريبة التي لم تحدث لها في عهد بورقيبة ولا في عهد بن علي فما بالك بعد ثورة 14 جانفي. وقالت: «لقد كنت أعتقد أن الوساطات والولاءات والمحسوبية انتهت مع الثورة». وختمت بأنها لا تبحث عن المناصب ولكنها ترفض أن تكون دمية في يد أي كان. وأمام هذه الوضعية غير العادية في حكومة الثورة وانطلاقا من واجبنا كشفنا الحقيقة وننتظر التوضيح.