الترجي أحرز بطولته رقم 23 أو 22 ولكم الاختيار... ربما السيناريو يتكرر منذ أكثر من عشرية وشيخ الاندية يفرض علينا في مثل هذه الفترة من الموسم ان يفتح له باب التهنئة وصفحات التمجيد والتهليل... ولسوء الحظ بالنسبة للبعض... وحسن الحظ للترجيين يبدو أن العادة لن تتوقف في المستقبل القريب... والترجي مازال في طور التعملق والانفجار في السنوات المقبلة وسجل الفريق سيتضخم بمزيد من الالقاب المحلية والخارجية. حديثنا هذا لا ينطلق من العدم... فالترجي في خلاصة القول، له رصيد بشري هو الاقوى وما يفيض به من لاعبين، يحلم أي ناد من منافسيه بضمهم لتشكيلته الأساسية... والترجي هو الوحيد الذي يجمع بين صغر أعمار اللاعبين وخبرتهم، وهي مفارقة صنعتها حكمة مسيريه ودرايتهم، فهؤلاء الشبان الذين تحولوا الى نجوم كرتنا في ظرف قصير، على غرار الدراجي والمساكني والعياري وشمام وبن يوسف ونوارة، تمكنوا من حصد تتويجات تفوق من قارب على انهاء مشواره في الرابطة الاولى. رغم أن مشوارهم مع الاكابر انطلق منذ موسمين أو ثلاثة. ومن الطرائف ان أصحاب الخبرة في الترجي مثلا لا يتجاوز سنهم ال 25 و26 سنة. شخص من معدن خاص شخصيا وفي علاقتي اليوميةمع الفريق يمكن ان أجزم بأن نقطة قوة الترجي الاولى، ولو أن البعض يضعها في شخص المهاجم النيجيري مايكل، هي في رئيسه السيد حمدي المدب. فعندما تتحدث مع رئيس الترجي وهو بصدد متابعة حصة التمارين، تعطيك اجاباته انطباعا بأن الفريق ليس هو الفريق الذي يسيطر على كرتنا ويمتلك أغلب نجومها. فهو يحدثك عن المستقبل وعن ضرورة جلب لاعب في المركز الفلاني وعن نيته تعزيز الجهة الفلانية وتتساءل بينك وبين نفسك. الى أين يريد الوصول هذا الشخص؟ ربما تشعر بأسفه في بعض الاحيان لغياب المساندة، إلا أنه سرعان ما يطوي الصفحة ويمر للموضوع الذي يليه، ومع احترامي للجميع فإن الفرق بين الترجي والبقية هو حمدي المدب وكنت شاهدا على لقطة يمكن ان تلخص كل شيء... فأثناء خروج اللاعبين من حجرات الملابس بالحديقة، بعد انتهاء الحصة التدريبية الاولى في بداية الاسبوع كان رئيس الترجي يعترض لاعبيه ويسألهم اذا كانوا قد مروا بأمانة المال لتسلم منحهم! ولكم أن تسألوا لاعبي بقية الاندية عن الفوارق. الثابت كذلك ان قوة رئيس أي ناد هي في فرض توجهات معينة على كامل الفريق وايمان رئيس الترجي بالشبان ليس له حدود، ويكفي أنه قطع علاقة الترجي مع «كابرال» فقط لأنه أحال الدراجي على الامال، ولا نظن للحظة أن استثمار الترجي في لاعبي منتخب الاصاغر في وقت ما، والذي اعتبره البعض جنونا، كان خطأ استراتيجيا والنتيجة واضحة... ووجود موهبة مثل المساكني في الترجي هورأس مال كروي ومالي حقيقي للترجي. حكاية رئيس الترجي مع الشبان لن تنتهي وقد أسر لنا مؤخرا، أنه يعد أحباء الفريق بتشريك الموهبة الصاعدة أحمد ساسي صاحب ال 17 سنة ضمن الاكابر في المباريات الاخيرة... مع العلم لمن لا يعرف هذا الشاب فهو الجوهرة الجديدة للكرة التونسية...الترجي كان محترفا مع هذه الموهبة ورغم صغر سنه تعاقد معه رسميا لمدة 3 سنوات، ليكون أصغر محترف في بطولتنا، الحديث لا يمكن ان يتوقف عند هذا الحد... لكن المؤكد أن حكاية الترجي مع التتويجات كذلك في تطور مستمر. معز بوطار جمهور الترجي: «المكشخة» كاملة الأوصاف جاءت هزيمة النادي الافريقي أمام الأمل الرياضي بحمام سوسة لتعلن الترجي بطلا رسميا للمرة الثالثة والعشرين في تاريخه بحكم ان أول بطولة تحصل عليها الفريق تعود الى 1942، وهو لقب يؤكد الهيمنة المحلية للأحمر والأصفر الذي استفاد من عدة عوامل في مقدمتها الجيل الشاب الذي لم يتجاوز معدل أعماره سوى 21.8 وايضا من القدرة الفائقة لإدارة الترجي على تسيير دواليب الفريق وعلى تطويق الازمات مهما كان نوعها. «الشروق» تحولت الى حديقة المرحوم حسان بلخوجة ورصدت آراء عدد من عشاق الفريق فكانت كالتالي: معز المكناسي: قدرة فائقة على تطويق الأزمات ورابطة الأبطال في المتناول «اعتقد ان سيطرة الترجي تعود بالأساس الى نجاعة الادارة الترجية ممثلة في شخص السيد حمدي المدب والمقدرة الفائقة للاطار الفني على فرض الانضباط داخل الميدان وخارجه على عكس المدرب السابق دي مورايس واستفاد الفريق من قوته الهجومية الضاربة ومن التفاف رجالاته واتضح ان الفريق قادر على تطويق جميع الازمات دون استثناء وأكبر دليل على ذلك الفترة التي لحقت مقابلة فريقنا أمام نادي حمام الانف وأيضا خلال الموسم الفارط بعد مقابلة «الدربي» أما على الصعيد الافريقي فأظن ان الفريق قادر على الظفر برابطة الأبطال الافريقية خاصة في ظل التمسك بخدمات أبناء النادي». سفيان الماكني: بإمكان الترجي التتويج برابطة الابطال... «أظن ان سيطرة الترجي تعود بالأساس الى ثراء الزاد البشري على غرار عدة عناصر فاعلة في صلب الفريق مثل المساكني ومايكل وخالد القربي، واستفاد الفريق من الحكمة التي تتميز بها ادارة الترجي وأيضا من كفاءة الاطار الفني ولا ننسى أهمية جماهير الاحمر والاصفر التي عادة ما تدفع الفريق الى تحقيق الانتصارات. وأما رابطة الابطال فأظن أنه بإمكاننا التتويج بها شرط تدعيم محور الدفاع». سفيان الحكيري: الترجي كامل الأوصاف... ليس بعد «قوة الترجي تكمن بالأساس في كفاءة الاطار الفني وكذلك الادارة ولكن هذا لا ينفي في كل الأحوال وجود عدة نقائص في كل الخطوط بدون استثناء وإننا نطالب فريقنا بتحقيق الانتصار في مقابلة «الدربي» حتى تكتمل الفرحة». سيف الدين الخميري: الفريق الأقوى في تونس «السيطرة التي فرضها الترجي على الصعيد المحلي تعود الى أهمية الزاد البشري الذي بحوزة الفريق وما وفرته الهيئة لهم من ظروف ملائمة ماديا ومعنويا وأيضا كفاءة الاطار الفني وكل ما ينقصنا مدافع محوري وأظن أن الترجي قادر على التتويج برابطة الابطال الافريقية». هشام الفرشيشي: نحتاج الى مدافع ومهاجم فحسب... «قوة الترجي وهذه السيطرة التي فرضها على كل الفرق دون استثناء تعكس بكل تأكيد ما تتميز به ادارة النادي من قدرة فائقة على التسيير وكذلك الانفاق بسخاء في الانتدابات وكذلك لا ننسى أهمية جماهير الترجي في صناعة انتصارات فريقها ولا ينقص الترجي حاليا سوى لاعبين أحدهما مدافع والآخر مهاجم». علي السالمي: جمهور من ذهب بكل تواضع أقوى فريق في تونس استنادا الى ادارته القوية وكفاءة اطاره الفني والقيمة الفنية للاعبين وجمهور الترجي ذواق ولا يعاني فريقنا نقائص لذلك سنتوج بلقب رابطة الأبطال».