النتائج الإيجابية التي دأب فريق الترجي على تحقيقها طيلة الفترة الماضية بطولة وكأسا لم يكن بإمكانها أن تحجب حقيقة ما يحدث داخل أسوار حديقة المرحوم «حسّان بالخوجة» حيث شهد النادي صراعا محموما على الكراسي والمناصب وتقديم المصالح الشخصية الضيقة لفئة من المتنازعين على التركة الصفراء والحمراء وإن حاول بعضهم عبثا أن يلبسوا تحركاتهم قسرا رداء المصلحة العامة للأصفر والأحمر! وقد حدث كل ذلك في ظلّ غياب ربّان السفينة خارج حدود الوطن لتزداد بذلك الأطماع والخلافات قبل أن يعود رئيس النادي ويضع الأمور في نصابها أما جماهير الفريق فيسيطر على وجدانها التفاؤل نظرا إلى ثقتها في إدارة النادي في تطويق الأزمة وتجاوزها باقتدار وهي حقيقة لا تحتاج إلى شهادة إثبات وإن تجاوز أزمتي المدرب فوزي البنزرتي والمهاجم مايكل اينرامو في السابق أكبر دليل على ذلك. «الشروق» فتحت الملف الصعب والشائك مع جميع الأطراف فخرجنا بالمعطيات التالية : ماذا حدث في غياب المدب؟ بمجرد سفر رئيس الفريق السيد حمدي المدب إلى خارج حدود الوطن تولت مجموعة من الأشخاص زمام الأمور داخل الحديقة «ب» حسب ما أفادنا به مسؤول بارز صلب النادي وذلك بتكليف من رئيس النادي نفسه وكانت مهمة هذه المجموعة تتمثل في دراسة أوضاع بقية الفروع الناشطة صلب النادي باستثناء فرع كرة القدم بما أن هذا الفرع يشرف عليه رئيس النادي مباشرة لكونه يبقى الواجهة الأولى والأهمّ صلب الفريق ولكن هذه المجموعة تجاوزت صلاحياتها وكثفت اجتماعاتها وأصبحت حسب مصدرنا توزع الأدوار والمهام مقابل الإطاحة بالعديد من الأسماء وهو ما جعل الوضع يدعو فعلا إلى القلق لولا التدخل الحاسم في نهاية الأمر من قبل رئيس النادي. المدب باق، بالنور ثابت وزهير لن يعود من جهة أخرى اتصلنا بمسؤول بارز أيضا صلب الترجي الرياضي لاستجلاء ما يحدث داخل حديقة الرياضة «ب» فقال : «كل ما في الأمر أن الهيئة المديرة للفريق قرّرت في الآونة الأخيرة دعم الإدارة الترجية ببعض الوجوه الجديدة استعدادا للمرحلة القادمة ومتطلباتها وأؤكد من موقعي أن السيد حمدي المدب سيواصل المشوار مع الفريق وأن عودة السيد عزيز زهير إلى رئاسة الترجي كما روّج لها البعض عارية من الصحة ولم تتضح الرؤية بعد بشأن السيد بادين التلمساني كما أؤكد أن رئيس فرع كرة القدم سيبقى ثابتا في مكانه». أين قدماء النادي؟ يجمع قدماء النادي وفئة عريضة من جماهيره على ضرورة الاستنجاد برموز الأصفر والأحمر وأبنائه المخلصين الذين ترعرعوا بين جدرانه وتقمصوا ألوانه وضحوا من أجل اعلاء رايته عشرات السنين خاصة أن النادي أنجب عمالقة الكرة التونسية على غرار طارق ذياب ونبيل معلول وخالد بن يحيى... ولكن يبدو أن أبناء النادي مصيرهم إلى حدّ هذه اللحظة البقاء خلف الصّورة بل إن بعضهم أصبحوا غرباء في عائلتهم، علما أن هذا الرأي يستند إلى ما يتمتع به أبناء الفريق من كفاءة وجدارة وليس من باب التكريم. فوضى الشبّان! يبدو من جهة أخرى أن تعطش الترجيين إلى معانقة رابطة الأبطال الإفريقية ألقى بظلاله على أصناف الشبان حيث أصبح هذا الفرع مهددا طيلة الفترة الماضية ويكفي هنا أن نذكر بهروب الموهبة الكروية الصاعدة أحمد ساسي الذي شغل جماهير الترجي بفواصله المهارية وفي هذا الصدد كشف لنا مصدر من الترجي أن إقدام أحمد ساسي على الهروب يعود أساسا إلى غياب الإحاطة والمتابعة ومن جهة أخرى حدثت عدّة تجاوزات أخرى في مقدّمتها التفكير في إقالة أحد أبناء النادي (جيل التسعينيات) من خطته كمدرب لولا التدخل الحاسم من قبل لاعب سابق مشهور! وتخلى الفريق أيضا عن أحد مدربي الشبان لا لشيء إلا لأنّه كان محسوبا على أحد مدعمي النادي؟! مجدي تراوي (متوسط ميدان الفريق) : مجرّد مرحلة انتقالية «أعتقد أن الترجي الرياضي يمرّ بفترة انتقالية وصعبة نوعا ما ومع ذلك أظن أننا سنتجاوزها بسلام وأؤكد أن المدرب ماهر الكنزاري يعرف امكانات اللاعبين ونفسياتهم لذلك من المنتظر أن يحالفنا النجاح في الأيام القادمة أما من الناحية الإدارية فإننا نحظى بالإحاطة اللازمة وكل الظروف مشجعة على التألق وبالنسبة إلى رابطة الأبطال الإفريقية فأظن أننا استفدنا من مشاركتنا السابقة لذلك من المنتظر أن ننجح خلال النسخة القادمة من هذه المسابقة». تميم الحزامي (لاعب سابق) : القادم أفضل تحدثنا إلى اللاعب السابق للفريق وأحد أبرز رموزه تميم الحزامي فأكد ما يلي : «أظن أنه حان الوقت للإعلان عن بداية مرحلة جديدة صلب الترجي الرياضي للدخول بنفس جديد في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية وشخصيا أعتقد أن رئيس النادي هو الوحيد الذي بإمكانه معرفة إن كان الإطار الفني الحالي المتكون من الكنزاري والقصري متكاملا أم لا؟ وأعتقد أنه حان الوقت لتعزيز صفوف الفريق بعدة انتدابات موجهة ليكون لاعبو الاحتياط بالمستوى الفني نفسه للاعبين الأساسيين ولابد لبعض العناصر أن تقدم مردودا منتظما وينبغي الاقتناع بأن المشاركة القارية تختلف تماما عن البطولة المحلية ولابد أيضا من أخذ العبرة من كل الظروف التي رافقت المشاركة الأخيرة للنادي في مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية وقد شاهدت أداء الفريق الكونغولي في كأس العالم بالإمارات ولاحظت أن الترجي بإمكانه بلوغ ذلك المستوى إذا قام بالخطوات التي أشرنا إليها». بلحسن مرياح (مدرب فريق الآمال) : انتدابان مع المراهنة على الشبان... «أعتقد أن الترجي لا يفتقد في الوقت الراهن سوى إلى انتدابين الأوّل في خطّة ظهير أيمن والثاني في خطّة مهاجم مع المراهنة على الشبان الذين برهنوا على امكانات كبيرة مثل صفوان بن سالم والمحيرصي والخنيسي وحمزة حدّة... وغيرهم». ماذا عن هيئة أحباء الفريق؟ حتى يكون تحقيقنا مكتمل الملامح كان من الضروري أن نتطرق أيضا إلى الانقسامات والانشقاقات التي تشهدها هيئة أحباء الترجي الرياضي وفي هذا السياق أفادنا مسؤول بارز صلب هيئة الأحباء أن المجموعات الناشطة وعددها 7 قدّمت موافقتها المبدئية للعمل مع هيئة الأحباء تحت شعار واحد وهو مصلحة الترجي وهو ما يعني أن أزمة هيئة الأحباء في طريقها إلى الانفراج خاصة إذا تدعمت بالعديد من العناصر الجديدة لتفعيل دورها. رجالات النادي يعتذرون ويفضلون الصمت حاولنا أيضا التحدث إلى عدد من رجالات النادي ولكن أحدهم أخبرنا بأن الوضعية الحالية للفريق صعبة جدا وهو ما يجعله يفضل الصمت في الوقت الراهن واعتذر لنا آخر عن الإدلاء بأي تصريح احتراما للمسؤولين الحاليين للفريق ولو أن بعض الأطراف تدعو حاليا إلى ضرورة تجاوز الخلافات بين رجالات الأندية لأن ذلك الحلّ الوحيد لمساعدة الفريق على تجاوز أزمته والعودة من جديد إلى الواجهة واستعادة الأمل مجددا في التتويج برابطة الأبطال الإفريقية والفريق تعوّد على عدم الوقوع ولو لمرّة واحدة في فخّ اليأس والإحباط.