من المنتظر ان يصدر قريبا مرسوم يتعلق بضمان الحقوق المادية والمعنوية لشهداء وجرحى الثورة وذويهم... كما سيمنح هذا المرسوم مجموعة من الامتيازات المتعلقة بالتداوي والنقل وغيرها من الامتيازات لهذه الفئة. وتحدث السيد نورالدين حشاد رئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان، أمس للاعلاميين عن اللقاء الذي جمعه بمجموعة من الوزراء وأعضاء الحكومة لمناقشة اقتراحات وتصوّرات مرسوم يهمّ شهداء وجرحى ثورة تونس. وقال إن الهيئة العليا لحقوق الانسان هي مؤسسة مؤهلة لجمع كل ما يهم تقديم تقرير وتصوّرات حول شهداء 14 جانفي الى اليوم. وأضاف انه يأمل في إصدار اقتراحات ترتقي الى تضحيات الشهداء. ولاحظ ان العامل المشترك بين شهداء الاستقلال وشهداء اليوم هو «القمع» لكن الأول هو قمع من المستعمر.. والثاني من الحكومة التونسية. امتيازات واجراءات انعقد امس مجلس وزاري بحضور عدد من الوزراء، وقد أفاد السيد نور الدين حشاد أن اللقاء قد بلور مجموعة من التصوّرات والاقتراحات التي سيتضمنها مرسوم يصدر في الغرض. ويتمثل أول القرارات في ضرورة طرح موضوع الشهداء من خلال نظرة شمولية لا مشتتة بين المصالح والمؤسسات وضرورة وجود وضوح للجميع حول مسألة الضحايا والعائلات... لذلك يتم حاليا الاتجاه نحو وضع مرسوم يهم الشهداء ومصابي الثورة وعائلاتهم... ويضمن حق من كان فضله على الوطن... وأن من حق الشعب التونسي فتح هذا الملف بأكثر وضوح.. النقطة الثانية التي شملها الملتقى الوزاري فتتمثل في إقرار الدولة بمسؤوليتها في ما جرى، لذا فقد انطلقت في القيام بخطوات مع النيابة العمومية وبتكليف المحكمة العسكرية بالتقاضي وإحالة المتهمين بما في ذلك الرئيس «الهارب» على هذه المحكمة... كما تم فتح المجال من أجل تقديم طلبات جبر الضرر والحصول على الحق الشخصي... والتأكيد على ضرورة تحمل الدولة لمسؤولياتها. ومن المنتظر ان يضمن هذا المرسوم حقوق واستحقاقات وجرايات حياتية لأرامل وأبناء الشهداء وللأقارب المباشرين من أب وأم وللمتضررين ممن كان يعمل ووقع إيقافه. كما سيتم من جهة ثانية اسناد منح لذوي الشهداء والجرحى... وستمكن هذه البطاقة من النقل العمومي المجاني والتداوي والاستشفاء المجاني.. وسيتم وضع لجان تحدد القائمات النهائية للشهداء وتكون مثالا للعالم في التصرف الحضاري مع من ضحى للوطن. وسيكون لهؤلاء الأولويات المطلقة في التشغيل والمنح المدرسية وسيضمن المرسوم ذلك، ولاحظ السيد نورالدين حشاد أن الوفاء للشهداء في 1956 بعد الاستقلال كان تلقائيا من الشعب، لكن الجديد اليوم هو تأكيده قانونيا ومن خلال مرسوم سيتم عرضه للمصادقة من المجلس الوزاري قبل نشره بالرائد الرسمي. وأضاف انه من المهم وجود ضمانات للأمهات والزوجات ولمن مازالت أمامه حياة من الكفاح، كما تقرر ان يكون المستشفى العسكري وعبر وزارة الدفاع هي الهيكل المؤهل للعناية بجرحى الثورة وبتشخيص الحالات مجانا أو بإحالتها للمستشفيات المختصة او الى الخارج للعلاج مجانا وعلى حساب الدولة. متحف.. ونصب تذكارية وسيتضمن المرسوم الجديد ايضا تفاصيل تضمن الحقوق المعنوية والتاريخية لصانعي ثورة تونس، من ذلك القيام بنصب تذكارية لشهداء الثورة... وقد تكفلت وزارة الثقافة بهذا الموضوع... كما تكفلت من جهة ثانية ببعث متحف يخلّد للأجيال ثورة تونس وكل تفاصيلها وأحداثها، وسيكون متحفا عالميا على غرار متحف هيروشيما. كما سيتم إصدار كتب وطوابع بريدية تهم هذا الموضوع. دار الشهيد تم خلال اللقاء الوزاري أمس اقتراح انشاء دار الشهيد وهي مؤسسة ستتواجد بالعاصمة وفي الولايات التي تؤم أسر الشهداء والجرحى...وستمكن هذه الدار من لمّ شمل هذه الأسر وتعفيهم من المشاق الإدارية لاستخراج الوثائق والبطاقات الخاصة بشهداء الثورة التي تمكنهم من الحصول على امتيازات وستكون هذه المؤسسة تابعة لرئاسة الجمهورية بتمويل منها ومن جمعيات وأهالي الخير الآخرين. كما ستمكن هذه الديار من متابعة سيرورة دراسة ومستحقات أهالي الشهداء والجرحى وحاجياتهم.