دخلت قوات المجلس الانتقالي، المدعومة أطلسيا أمس مدينة «سرت» تزامنا مع اقرار مصطفى عبد الجليل بأن تحرير البلاد لم ينجز بعد وان القذافي لا يزال يحتفظ بقدرات عسكرية ومالية هائلة فيما شنت عائشة القذافي هجوما لاذعا على مسؤولي الانتقالي داعية الليبيين الى الانتفاضة عليهم. وأكدت مصادر اعلامية ميدانية ان قوات المجلس الانتقالي دخلت مساء أمس مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي وأنها تعرضت لنيران قناصة كثيفة. دخول الى «سرت»... ولكن وأضافت ان المقاتلين استفادوا من الدعم الجوي الاطلسي لهم والذي يعود له الفضل لتحقيقهم تقدما هائلا على الميدان مشيرة الى أنهم احتشدوا في «ساحة الزعفران» التي تبعد نحو كيلومتر عن وسط المدينة. وأوردت ان قذائف المورتر التي لم تستعمل بعد والآليات العسكرية والدبابات الثقيلة متمركزة في قلب مدينة سرت. ونقلت عن التهامي أبو زين المقاتل في الانتقالي العسكري أن قناصة يتمركزون فوق المساجد والمباني الخاصة والعامة يستهدفون مقاتلي الانتقالي ويسعون الى الحيلولة دون تقدمهم. وأكد ان لديهم أوامر مشددة من الأطلسي بعدم التقدم صوب وسط سرت لأنها ستتعرض الى الغارات والقصف. وعادة ما يتقدم الانتقالي العسكري بعد قصف الأطلسي أو تحت نيران مقاتلاته المتطورة، لاسيما وان الحرب وجها لوجه والمعركة الميدانية تؤول دائما لصالح كتائب العقيد معمر القذافي. ويتزامن هذا التطور العسكري على البوابة الشرقية ل«سرت» مع تبادل الطرفين اطلاق النار عند البوابة الغربية. وتحدثت جهات اعلامية مستقلة عن الحالة المزرية لمدينة سرت، حيث أشارت الى أنها أصبحت بلا مياه أو كهرباء، وأغلقت المتاجر أبوابها ولم يعد لدى الأهالي ما يأكلونه. ونسبت الى المستشفى الميداني تأكيده ان أكثر من 700 شخص نزحوا من سرت. كما نقلت عن أحد المقاتلين قوله اننا نحاول تجويع قوات القذافي. تحذيرات عبد الجليل في هذه الأثناء، قال رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ان ليبيا لم تتحرر بعد مؤكدا وجوب ان تتجه المعركة حاليا نحو التحرير. وأشار الى ان المكتب التنفيذي والمجلس الانتقالي يعيشان أزمة تستلزم تكاثف الجميع من أجل الخروج منها. وأضاف ان الحكومة ستعلن الأسبوع القادم وأن أعضاء من المجلسين سيتولون الحقائب. وفي سياق حديثه عن القذافي اشار الى ان الأخير لا يزال يحتفظ بالامكانيات التي توهله لاقلاق راحة الليبيين. عائشة تثور القذافي ومستقبله السياسي والقتالي كان ايضا محور مداخلة صوتية لعائشة القذافي بثت على تلفزيون «الرأي» العراقي الذي يتخذ من دمشق مقرّا له. وقالت عائشة ان والدها بخير ويقاتل بعد مضي شهر على سقوط العاصمة. وأضافت ان الليبيين يحق لهم ان يفتخروا بقائدهم العظيم... هو بخير والحمد لله معنوياته مرتفعة، يحمل السلاح ويقاتل هو وأبناؤه. وحثت الليبيين على الصبر والانتفاضة وعدم السماح بمهزلة «الحكومة الجديدة». كما هاجمت مسؤولي الانتقالي مشيرة الى انهم خانوا عهد الطاعة والولاء الذي قطعوه للقائد القذافي فكيف لا يخونون الشعب الليبي. وأضافت ان الاطلسي وجد في ليبيا من يحمل السلاح في صدر أخيه وهو ما لم يجده في العراق وافغانستان وحملت على المسؤولين العرب الذين ساعدوا في هزم الليبيين. وكان أحد ضباط الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي العميد بلقاسم الابعج قد أكد ان القذافي ينتقل بشكل سري في مناطق الجنوب الليبي الصحراوية.