للتقليص من نسبة بطالة أصحاب الشهائد العليا تعمل الهياكل المسؤولة على تشجيع المبادرة الخاصة والحفز على بعث المشاريع لكن أصحاب الشهائد الذين أبدوا استعدادا للانخراط في هذا التوجه رغبة منهم في توديع البطالة يصطدمون ببعض الصعوبات والمعوقات. تذمر بعض أصحاب الشهائد العليا الحاملين لأفكار مشاريع والمتحمسين لتحويلها الى مورد رزق من مشكلة آليات التمويل والآليات المتعلقة باستخلاص القروض البنكية وقصر مدة الامهال وثقل نسب الفائدة الموظفة على القروض يقول السيد منير صاحب شهادة عليا: «يتناسى المشرفون على الانتصاب للحساب الخاص أن بعث المشاريع ذات المحتوى التكنولوجي ونجاح الفكرة والمشروع يتطلب حيزا زمنيا كبيرا لكن للأسف بمجرّد الانطلاق في المشروع تجد نفسك مجبرا على استخلاص القرض دون أن تكون لك أية مداخيل». واشتكى السيد محمد الذي يستعد لبعث مشروع خاص في قطاع الفلاحة قائلا: «إضافة الى مشكلة عدم ترك حيز زمني للباعثين الجدد لاسترجاع القروض خاصة وأن بعض المشاريع الاقتصادية تتطلب مردوديتها فترة زمنية... فإن تعقد الاجراءات الادارية (مثل البقاء لفترة طويلة في انتظار الحصول على الموافقة) من أهم المصاعب التي تعترض أصحاب الشهائد وتدفعهم في بعض الأحيان الى العزوف عن تنفيذ أفكار مشاريعهم». من المصاعب الأخرى عدم قدرة الشباب المتحفزين للانتصاب الخاص والباحثين عن مورد رزق على توفير التمويل الذاتي والاستجابة لشروط البنك التونسي للتضامن. ورغم هذه الصعوبات التي تواجه باعثي المشاريع من حاملي الشهادات، فإن ماهو متأكد أن الهياكل المسؤولة تحرص على التشجيع على بعث المشاريع للحساب الخاص وغرس روح المبادرة لدى طالبي الشغل من أصحاب الشهائد بالعمل على تفعيل مختلف الحوافز الجبائية والمالية للتشجيع على الاستثمار الخاص وتفعيل آليات تمويل الاستثمار مراجعة شروط الاقراض ونسب الفائدة الموظفة على القروض وفترة الامهال بالحرص على القيام بإجراءات تمكن من تذليل مشكلة التمويل الذاتي ومراجعة بعض الاجراءات الادارية المعقدة. وتجدر الاشارة الى أن بعض الاحصائيات الرسمية تكشف على أن طالبي الشغل من أصحاب الشهائد العليا ستصل نسبتهم الى 70٪ من مجموع طالبي الشغل في غضون سنة 2014 فهل تساعد سياسة التشجيع على الانتصاب الخاص على حلّ هذه المشكلة؟