في إطار تظاهرة «شهر التشغيل» وتحت شعار «يوم الجمعيات « نظمت الإدارة الجهوية للتكوين المهني والتشغيل والإدارة الجهوية للتنمية بالقيروان تظاهرة جهوية حول دور الجمعيات في التشغيل وتوفير مواطن شغل وحول واقع هذه الجمعيات وإمكاناتها. شارك في التظاهرة ممثلون عن الإدارات والمندوبيات والمكاتب الجهوية وعن مختلف الجمعيات الجهوية والمحلية بالقيروان... وغاب عنها كثيرون كما غابت عنها أشياء كثيرة لانها لم تخرج بتوصية ولا بقرارات بقدر ما خلصت الى واقع صعب وازمة تعيشها الجمعيات. برنامج هذه التظاهرة تضمن مداخلات قدمها كل من المدير الجهوي للتكوين المهني والتشغيل وتناولت التعريف بآليات المرافقة لطالبي الشغل وأهمية دور الجمعيات في هذا المجال. كما تحدث المدير الجهوي للتنمية حول دور الجمعيات في العمل التنموي وفي توفير فرص شغل. كما تحدث ممثلو الجمعيات عن مشاغلهم. فاقد الشيء...؟ السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن لجمعيات تشكو من أزمة مقرات وتمويل وميزانيات، ان توفر مواطن الشغل. وتحتاج كذلك الى تفعيل دورها كما يجب، حتى تكون فاعلة وتستجيب لتطلعات وآفاق منظوريها لان أغلب هيئاتها أصبحت تواجه مشاكل كثيرة مالية وادارية وتنظيمية تعيق تنفيذ الأهداف التي بعثت من أجلها. وقد طالب البعض بإعادة تأهيل الجمعيات الناشطة وتوسيع نشاطها وتقوية ادوارها والنظر في الجمعيات التي ثبت فسادها. وقد لوحظ غياب جمعية صيانة المدينة التي تعد من ابرز الجمعيات من حيث توفر فرص التشغيل امام ما تتمتع به من ميزانية ومنحة من الدولة تفوق ال400 الف دينار في العام كما غابت منظمة اتحاد المرأة التي تحصل على ميزانية قدرها 300 الف دينار في العام وغيرها. ناهيك عن الجمعيات الكرتونية التي تحصل على المنح دون أي نشاط يذكر. وتشكو عديد الجمعيات من الاعتمادات رغم دورها وهو ما يعطل نشاطها وخصوصا الجمعيات الصغيرة. متدخلون آخرون أكدوا على ضرورة دعم الجمعيات المتواجدة في المعتمديات والتي تواجه صعوبات كبيرة وخاصة تلك التي تعنى بإحاطة ذوي الاحتياجات الخصوصية (جمعيات المعوقين) مع ضرورة بعث وإحداث جمعيات أخرى في اختصاصات مختلفة لان الجمعية كما قال احد الحضور كالقفة تمسكها الهيئة من جهة والحكومة من الجهة الأخرى». فهل ينجح شهر التشغيل وتظاهراته في تحقيق نقلة نوعية في تشخيص البطالة وايجاد الحلول الجدية الكفيلة للحد منها او معالجتها؟ وهل يمكن لجمعيات هشة غارقة في الازمات أن تتحمل هذه المسؤولية الصعبة في ظل هذه المرحلة الانتقالية وتحقق أهدافا يمكن أن يقال عنها صعبة المنال والتحقق.