ظهر المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر الليلة قبل الماضية بلباس مدني في أول «احتكاك مع الجماهير» وهو ما أثار موجة غضب جديدة وانتقادات لدور المؤسسة العسكرية... وتهاطلت على الفور رسائل التحذير... للمشير... قالت صحيفة «الأهرام» المصرية الحكومية أمس إن مقطع الفيديو الذي ظهر فيه الليلة قبل الماضية المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة وهو يتجوّل بمنطقة وسط البلد بزي مدني، أثار موجات من الغضب والسخرية بين المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي. الرئيس... حسين وذكرت الصحيفة أن تلك الجولة المفاجئة (دون حراسة حسب التلفزيون المصري) فجّرت عدة تساؤلات حول مستقبل مصر وتسليم السلطة الى عسكريين. واعتبر عدد كبير من المصريين ان هذه الخطوة من المشير تهدف الى «جس النبض» واستشعار رأي الشارع تمهيدا لاعلانه الترشح لرئاسة الجمهورية بعد خروجه من منصبه العسكري أو على الأقل ان لم يكن ينوي ترشيح نفسه فإن المؤسسة العسكرية ستقدم مرشحا مدنيا ذا خلفية عسكرية. وقالت الأهرام: «ما أكد هذه الشكوك لدى المصريين هو تعليقات احد ضيوف البرنامج (الذي تم خلاله بث الفيديو) حين قال ان المشير حسين طنطاوي قاد المرحلة الانتقالية باقتدار شديد حتى الآن ومن ثم فهو يصلح لرئاسة مصر خلال المرحلة المقبلة. وفي موجة غضب على «فايس بوك» و«تويتر» أدان العديد من المصريين ما اعتبروه محاولة فاشلة لتقديم المشير كمرشح رئاسي محتمل مدينا دور الاعلام الرسمي الذي عاد الى «التمجيد» و«الفرعنة» تماما كما كان يفعل مع مبارك. وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي شعارات مناهضة للمشير طنطاوي مثل «على جثتي يا حسين» و«يسقط المشير». وقالت مصادر متطابقة إن مظاهرة الجمعة في ميدان التحرير ستتضمن ردودا خاصة على المشير وإدانة لأي محاولة لتواصل حكم العسكر. تحذير بريطاني وفي السياق ذاته قالت صحيفة ال«غارديان» البريطانية امس ان المجلس العسكري الحاكم في مصر يسرق الثورة مشيرة الى ممارسات عدة مثل التعذيب وتمديد قانون الطوارئ والاعتقالات الجماعية وتأجيل الانتخابات واقرار قوانين انتخابية جديدة. واعتبرت الصحيفة أن القادة العسكريين المصريين الذين عملوا تحت «قيادة» مبارك يريدون احكام قبضتهم على القضايا الرئيسية في البلاد وهي القرارات الاستراتيجية وتوزيع الميزانية وقبل كل شيء الابقاء على المؤسسة العسكرية نفسها خالية من المراقبة العامة وخارجة عنها وهذا هو السبب في تحرك الجيش لوضع اعلان المبادئ الأساسية الذي يمنحه سلطة واسعة ويمكنه من التدخل في السياسة المدنية. ويؤيد العديد من المصريين رأي الصحيفة البريطانية وهو ما جعلهم يقررون تنظيم مظاهرات جديدة بعد غد تحت عنوان «استرداد الثورة» في ما قد يكون اكبر انتقادا للطريقة التي يدير بها المجلس العسكري شؤون مصر على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.