في اليوم الخامس للحملة الانتخابيّة ، وبعد أيّام من الهدوء النسبي، بدأت «حمّى» التنافس تتصاعد وشرع المتانفسون في حراكهم الفعلي داخل المدن وكذلك في العديد من الأرياف بالإضافة إلى ما شهدتهُ عديد الجهات من بعض مظاهر التجاذب المادي واللفظي على غرار ما جدّ في الدائرة الانتخابيّة بالكاف حيث بلغت «درجة التنافس» حدّ تهديد مترشحات أو ما قال عنه حزب الاتحاد الوطني الحر من أنّ ملثمين هشموا سيارة مرشحهم في دائرة بنزرت (الحارس السابق للنادي البنزرتي). إضافة إلى ذلك تصاعد جدل بين المترشحين والهيئات الفرعية للانتخابات حول مجريات العملية الانتخابية وحدثت في هذا الصدد العديد من الردود والردود المضادة على غرار ما وقع في دائرة سيدي بوزيد حينما احتجّ أحد المترشحين على عملية القرعة الخاصة بترتيب القائمات في «ورقة التصويت» وتهديده بالاعتصام أو ما أعلنته قائمة «التحالف من أجل تونس» بإمكانية الانسحاب من السباق الانتخابي. وما يزال التنافس بين المستقلين والأحزاب يعرف مستجدّات جديدة منها الاتهام باستخدام المال لشراء الذمم والتخوّف من قوّة الأموال التي ترصدها البعض من القائمات «الكبيرة» للتأثير على اختيارات الناخبين ، وفي هذا الصدد قالت مترشحة مستقلة في سليانة أنّ بعض الأحزاب تسعى إلى شراء ذمم الناخبين....فمن تراها تقصد بهذا الكلام / الاتهام؟ وللتدليل على ارتفاع نسق الحملة الانتخابيّة فقد تزايدت وتيرة «نزول» المترشحين للأرياف والقرى واختارت القائمات مواعيد ومواقيت الأسواق الأسبوعيّة لتنظيم تظاهراتها الدعائيّة كما صرّح عدد من المترشحين بنيّتهم خوض رهان الاقتراب إلى الناخبين «زنقة زنقة ودار دار» على حدّ العبارة الشهيرة لمعمّر !! إلى ذلك، يتنافس «الكبار» من الأحزاب في تنظيم التظاهرات الكبرى والإصداع بمواقف من الحجم السياسي اللافت على غرار كلام نجيب الشابي الموجّه ل»السواحليّة» وحديث رئيس حزب 14 جانفي 2011 عن أنّ الوزير الأوّل الّذي حدث له معه مؤخّرا «توتّر» في قصر المؤتمرات بالعاصمة والتقاه لاحقا في «القصبة» ، حديثه بأنّ «سي الباجي» استلهم الكثير من أفكاره وتصوّراته أو ما صرّح به عبد الفتاح مورو المترشّح المستقل في تونس 2 من أنّ جزءا من الطبقة السياسيّة يُفكّر في الكراسي على حساب المواطن. الحملة ما يزال فيها الكثير وسط انشغال عدد لا بأس به من المواطنين بأمورهم الحياتيّة اليوميّة ، هذه الانشغالات التي لم تحجب تخوّفاتهم من «الرياح القادمة»، فعن ماذا ستكشف الحملة الانتخابيّة في أيّامها القادمة..لننتظر لنرى.