من مرحلة جس النبض ومحاولة معرفة التوجهات الأوليّة للرأي العام وبالخصوص الناخبين وترصّد ميولاتهم الانتخابيّة دخل المتنافسون في انتخابات المجلس التأسيسي إلى مرحلة جديدة عنوانها الأبرز توجيه الاتهامات والاتهامات المضادة والأفعال وردود ألأفعال ، وبلغ من تلك الأفعال حدّ التهديد والاتهام الخطير. الواضح أنّ الأيام الأولى للحملة قد بدأت في إعطاء صورة عن أحجام المتنافسين وقدراتهم على التعبئة واستنفار الأنصار والمريدين، وهذا ربّما ما يُفسُر ربّما إقدام بعض الأحزاب المترشّحة على توجيه الاتهامات لبعضها البعض ، البعض يقول إن هناك اتكّاء على مال سياسي «مشبوه» وآخر يردّد اسطوانة إدماج الدين في السياسة وثالث يُعبّر عن مخاوف من شراء ذمم الناخبين واستغلال الظروف المادية والاجتماعيّة الصعبة التي تعرفها البعض من فئات المجتمع. ودخل المستقلون الجدل الانتخابي من خلال الخروج عن الصمت والتعبير عن ما يُخالجهم في مثل هذه المرحلة من هواجس ومخاوف عبّروا عنها في اجتماعاتهم الانتخابية وكذلك تصريحاتهم الصحفيّة ومنها الملف الّذي تحدّث فيه ل«الشروق» عدد من المترشحين عن ما يعترضهم من نقص في التمويلات ومن هيمنة للأحزاب على المشهد الانتخابي ومن سعيها لاستغلال كلّ الوسائل لاستمالة الرأي العام والسيطرة على فعاليات الحملة الانتخابيّة، في مقابل تأكيدهم على أنّ لهم برامج وبدائل يطرحونها بجديّة على الناخبين وأنّهم لم يأتوا من «فراغ» بل لهم تصوّرات متكاملة يودّون أن تصل الناس وان تلقى صداها في الإعلام ولدى الرأي العام. إلى ذلك وجّه مترشحون اتهامات لبعض الهيئات الانتخابيّة بعدم الحياد (سوسة) واتهم آخرون «زملاءهم» بالتخفّي خلف عباءة بعض الأحزاب وتلقّي تمويلات منها وهو ما يُقوّي حظوظها الانتخابيّة على حسابهم هم «ضعاف المال». وعلى صعيد آخر عرفت عديد الجهات مستجدّات متعلّقة بالتعليق وتمزيق القائمات والكتابة على الجدران أو تشويه قائمات بوضع ملصقات أو صور أخرى عليها من قبيل ما حصل للبعض من قائمات النهضة في قفصة حيث تمّ إلصاق صور خليعة فوقها وانخرطت قائمات مترشحة في التهجّم على خصومها عبر نشر الكاريكاتور الساخر على غرار ما قامت به قائمة البديل الثوري في طبلبة. ومن المنتظر أن تعرف الحملة الانتخابيّة المزيد من التطوّرات خاصة مع الندوة الصحفيّة التي سيعقدُها اليوم رئيس الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات والتي سيتحدّث فيها عن قرار المحكمة الإداريّة بمنع الإشهار السياسي وكذلك الإطار القانوني للجرائم الانتخابيّة...فإلى اليوم السابع من الحملة.