تستأثر مدينة الشابة بنصيب لا يستهان به في مجال الانتاج البحري وترويجه سواء محليا أو خارج المدينة وهو ما جعل تجار بيع السمك يمثلون شريحة لا بأس بها ضمن التجار المنتصبين في عدة أركان من المدينة بعدما آل أمر السوق اليومية الى الصيانة والاصلاح. وفي الوضع الجديد اختار باعة السمك مرغمين الانتصاب في الأنهج والشوارع القريبة من مكان السوق لمزاولة عملهم مما انجرت عنه وضعية انتصاب فوضوي عطل حركة السير وسبب تلوثا بيئيا للمدينة، وهو وضع لم يعجب المتساكنين والمسؤولين البلديين كما ضاق به باعة السمك أنفسهم لأنه وضع غير مريح ولا يوفر كرامة الشغل وممارسة نشاط الخبز اليومي في ظروف ملائمة. وفي جلسة رسمية جمعت باعة السمك بالشابة مع أعضاء النيابة الخصوصية للبلدية بمن فيهم رئيسها اضافة الى حضور معتمد الجهة... تم الاتفاق على ان يقع تخصيص المكان المحاذي لدار الشباب لهؤلاء الباعة مع اعانتهم بتوفير أكشاك (برارك) تملكها البلدية وهي لا تستعمل في العادة الا لاقامة المعارض... هذه الجلسة تمت يوم الجمعة 23 سبتمبر... وخرج اثرها باعة السمك مستبشرين ليستأنفوا من الغد نشاطهم في المكان الجديد بكل انضباط ومسؤولية... فما راعهم صباحا الا وأعوان تراتيب البلدية يعلمونهم ان ما قيل بالأمس قد وقع العدول عن تطبيقه!!!. هكذا وبكل بساطة حصل هذا التراجع الفجئي ودون ذكر لأي سبب وجيه... وباعتبار ان البلدية والمعتمد يمثلون السلطة الوحيدة بالمدينة فإن باعة السمك بالشابة يرفعون نداءاتهم الى المسؤولين كي يستمعوا إليهم ويستجيبوا لندائهم بتنفيذ ما وقع الاتفاق عليه أولا والاسراع بانجاز اصلاح السوق ثانيا مع ضرورة توفير مقر بها لجميعهم سواء القدماء أو الجدد في المدينة لأن تونس للجميع أما وضعيتهم الحالية فهم لا يرضونها لأنفسهم أو لمدينتهم الشابة.