يتميز مناخ ولاية المنستير بارتفاع درجة الحرارة صيفا واستقرار المناخ بقية السنة مع نزول أمطار غير منتظمة لا يتجاوز معدلها بكامل الجهة 360 مم في السنة. ولئن عوّلت الجهة بدرجة كبيرة على الزراعات السقوية فإنها تعتمد أساسا على كميات الامطار وقد جاءت الأمطار خلال الايام الاربعة الماضية لتبعث الأمل في النفوس وتنعش الأرض وقد بلغ معدل الكميات النازلة 70 مم وهو ما يعادل خمس المعدل العام، وهي كمية سقت الأرض والشجر وروت المائدة المائية باعتبار أن الجهة تعتمد على حوالي 30 مليون م 3 من الموارد المائية المتجددة وقع التحكم في جزء منها عن طريق سد جبلي و 7 بحيرات جبلية و 54 وحدة تخزين في حين أن المياه الجوفية التي تبلغ حوالي 13 مليون م 3 لتأتي عن طريق الآبار العميقة والسطحية إضافة إلى حوالي 4 ملايين م 3 متأتية من مياه سد نبهانة والمخصصة أساسا لزراعة الباكورات التي يبلغ إنتاجهاالسنوي حوالي 50 ألف طن مما أهلها المرتبة الأولى على الصعيد الوطني، وقد كان لتراجع مردود سد نبهانة الاثر السلبي على قطاع الباكورات، وجاءت الامطار الأخيرة لتوفر كميات بديلة خاصة من قبل الذين بنوا الفسقيات. وهذه الامطار ستفيد أيضا الخضروات المزروعة في الهواء الطلق على غرار البطاطا واللفت والجزر والبصل وغيرها من الخضروات والتي لا يقل إنتاجهاعن مائة ألف طن. إلا أن ما تجب الإشارة إليه هو أن كمية الامطار النازلة مع بداية شهر أكتوبر واعدة لكنها تبقى في حاجة إلى المزيد ولا يمكن الحديث عن موسم فلاحي واعد إلا بنزول كميات هامة من الامطار خلال أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر وجانفي لا تقل عن 200 مم. تأثيراتمن بوادر تأثيرات الامطار الأخيرة على المستهلك انتعاش السوق فمن كان يخزن منتوجات فلاحية سارع بإخراجها بالاضافة إلى توقف نسق ارتفاع الأسعار في انتظار انخفاضها.