تونس الصباح أفادت مصادر المعهد الوطني للرصد الجوي أن شهر سبتمبر الفارط تميز بنزول كميات هامة من الأمطار، فاقت المعدلات العادية التي تسجل في مثل هذا الشهر من كل سنة ب 4 أو 5 مرات. وبين السيد لطفي العتيري (رئيس مصلحة الفلاحة بالمعهد) أن إحصائيات المعهد الخاصة بنزول الأمطار في شهر سبتمبر أبرزت أن هذه الكميات من الأمطار لم تعرفها البلاد إلا في سنوات معينة في مثل هذا الشهر وذلك في سنوات 62 و69 و2003 و2007. وأفاد أن كل محطات قيس الأمطار الموزعة على جهات البلاد، قد سجلت خلال سبتمبر الفارط أمطارا فاقت المعدلات السنوية في مثل هذا الشهر، مبرزا على سبيل المثال ما سجل بمحطة المهدية من كمية أمطار فاقت نسبتها 561 بالمائة من المعدلات العادية للأمطار. ولم يستثن سوى محطة قبلي التي بقيت معدلات أمطار سبتمبر المسجلة فيها دون مستوى المعدل العام. وفي مقارنة لمعدلات الأمطار في سبتمبر الماضي مع نفس الشهر من السنة الفارطة أبرز كميات هذه الأمطار كانت مضاعفة على الشمال الغربي للبلاد. أما على مستوى الشمال الشرقي، وخاصة على نابلوتونس الكبرى وزغوان فإن كميات أمطار سبتمبر الفارط قد فاقت المعدل بمرتين ونصف. وبخصوص الوسط، أي الساحل عامة والقيروان وسيدي بوزيد والقصرين فقد أفاد أن الكميات المسجلة قد فاقت المعدلات بثلاث مرات. أما في مناطق الجنوب الغربي فإن أمطار سبتمبر الأخيرة قد ضاعفت المعدل بثلاث مرات. انتعاشة فلاحية مبكرة في كافة الجهات ومن جهة أخرى أبرزت مصادر مطلعة من وزارة الفلاحة أن كميات الأمطار المسجلة في سبتمبر الماضي والمتواصلة لحد الآن كانت لها انعكاسات إيجابية عديدة وهامة، فعلاوة على إرتواء الأراضي في كل الجهات، فقد انطلق الموسم الفلاحي بكل أنواعه بشكل مطمئن جدا ومبكر، وخاصة منه موسم الزراعات الكبرى بالشمال وباقي الجهات. كما أفادت نفس المصادر أن كميات المياه المجمعة في السدود على أثر هذه الأمطار، قد فاقت المعدلات التي تسجل في سبتمبر من كل سنة، وإلى جانب ذلك فإن السدود التلية والبحيرات الجبلية قد أمتلأت بالمياه، وفاقت هذه الكميات امكانياتها في عديد الجهات. موسم واعد لأنواع الزراعات البعلية وأبرزت مصادر الوزارة أهمية الموسم على مستوى حركة الزراعات البعلية التي انطلقت في كل جهات البلاد حيث أفادت أنه بناء على كميات الأمطار المسجلة فقد تحقق نشاط إضافي في زراعات بعلية لكافة أنواع البقول والخضر الشتوية وخاصة مادة البطاطا في مساحات إضافية بما يناهز 23 ألف هكتار. وبينت مصادرنا أيضا أن هذه المساحات المزروعة بطريقة بعلية قابلة للتطور والتوسع على ضوء تواصل نزول الغيث النافع لحد هذه الأيام على معظم جهات البلاد. كما أكدت أنه سيكون لهذا النشاط الفلاحي الواسع انعكاس إيجابي على الإنتاج في كافة أنواع الخضروات، مبرزا بالخصوص أهمية ذلك على ما يسمى بفترة تقاطع الفصول والنقص الذي يسجل عبرها في الانتاج، وبالتالي الحد من فاعليتها عبر وفرة الانتاج دون ترقب الزراعات السقوية، والباكورات التي تنتجها. وعلى مستوى موسم القوارص والزيتون أفادت مصادر أخرى من الاتحاد الوطني للفلاحين، أن أمطار سبتمبر الأخيرة قد أكدت نجاح الموسمين بنسبة عالية، رغم بعض الصعوبات التي عاشها قطاع القوارص بفعل بعض الأمراض المسجلة في الفترة الأخيرة.