المقاهي من مجالس كروية الى «منتديات سياسية» الى حدود ماض قريب كانت المقاهي مكانا للعب الورق وفضاء لمتابعة المباريات الكروية، لكن الامر تغير في الفترة الأخيرة في عدد من مقاهي بنزرت التي استهوت مجالسها عددا من مرشحي الأحزاب. هؤلاء تحولوا لاستمالة روادها وعرض برامجهم عليهم فتغير محور الاهتمام من الحديث عن تشكيلة الفريق المفضل الى الحديث عن تركيبة المجلس التأسيسي .الشروق رصدت تحرك بعض الأطراف في المقاهي في هذا التحقيق. منتدى المالوف البداية كانت من مقهى المالوف وببادرة من الوجه الحقوقي زياد بن سعيد وأول الزائرين كان رئيس قائمة حركة النهضة سمير ديلو الذي استضافه رواد مقهى المالوف في أول أيام الحملة وتبادلوا معه النقاش حول برنامج الحركة وتم التقاط صور لهذه الجلسة وبطبيعة الحال تم تنزيلها على شبكة ال«فايس بوك» فسرعان ما أعجبت الفكرة عددا من رؤساء القائمات وبدأت العروض تصل من هذه القائمة وتلك لعقد حلقة نقاش فكان الدور لقائمة الغد حيث حل رئيسها علي بلخوة ضيفا على منتدى المالوف وعرض برنامجه. بعده كان الدور لقائمة حزب حركة الإصلاح والتنمية حيث نزل بكل ثقله للحلقة ممثلا في رئيس القائمة فتحي بوزيدي وفوزي بلقائد حسين ومنير الجربي وكان عرض البرنامج وكان النقاش. مقهى قرطاج يتحرر زمن بن علي تعود اغلب مناضلي مدينة بنزرت وحقوقييها ارتياد مقهى قرطاج الواقع في قلب المدينة ومنه كانت تنطلق افكارهم واليه يلجؤون لجلب انتباه المواطنين وكثيرا ما تمت محاصرة المقهى وإرغامه اما على عدم قبول المناضلين او غلق بابه .اما الان فقد تغير الحال وأصبحت حلقة الحقوقيين فيه أوسع واليه يلجأ المناضلون في آخر النهار لشرب قهوة ومناقشة احداث اليوم. بشير اللزام وجولة حول المقاهي الدكتور بشير اللزام مرشح حركة النهضة بدوره انطلق في حملته الانتخابية بزيارة مقهى الركن بجانب الجسر ثم كانت له جلسة في مقهى المدينة ومقهى زياد العروسي إضافة الى مقاهي المرسى القديم حيث تجول بين المقاعد واتصل بروادها مباشرة. استنساخ الفكرة فكرة الاتصال برواد المقاهي التي انطلقت من المالوف أعجبت العديدين في معتمديات داخل الولاية حيث رصدت الشروق حلقات نقاش في مقاهي حومة الدروج بجرزونة ومقاهي وسط منزل عبد الرحمان إضافة الى مقاهي شارع الجمهورية بمنزل بورقيبة وحتى مقهى جومين الصغير امام مقر البريد اصبح حديث رواده على قلتهم هو المجلس التأسيسي وتحليل اهم ما يعرض من برامج على شاشة التلفزيون. العمل الديمقراطي المستقل الدكتور عبد الرحمان المرساني رئيس قائمة العمل الديمقراطي المستقل اتبع نفس التكتيك حيث تحول بنفسه لمقاهي سجنان وماطر وبازينة وعرض برنامجه على الأهالي هناك ووزع المطويات. حزب الوحدة الشعبية بين المقاهي والأسواق رئيس قائمة حزب الوحدة الشعبية علي النفزي الذي قضى معظم سنوات عمره بالسويد انطلق في حملته من السوق الاسبوعية بماطر وتنقل بين مقاهي المدينة يوم السوق وصافح العامل والفلاح والتاجر والعاطل مباشرة . قائمة الجلاء في الدريبة قائمة الجلاء التي يرأسها رياض القرفالي المدون بموقع نواة انطلاقته في مصافحة أهالي بنزرت كانت من مقهى الدريبة والأمر ليس بغريب مادام أحب أصحاب المقهى عضو في قائمته وسبق له ان أجرى حوار لفائدة قناة ال«سي ان ان» من الدريبة التي كانت الى وقت قريب مقهى مختص فقط في اخبار الكرة. ظاهرة ايجابية الحقوقي زياد بن سعيد الذي بادر بالفكرة علق قائلا :من واجب رجال السياسة النزول من بروجهم العاجية والالتحام بصفوف الجماهير وعرض برامجهم بكل تلقائية وبكل وضوح وهذا ما سعينا اليه من خلال استضافة بعض الوجوه في المقهى وسنسعى لمواصلته حتى بعد الانتخابات. الياس بلخوة صاحب صفحة منتدى المألوف على ال«فايس بوك» أوضح لنا قائلا: المعلوم ان المقاهي زمن الاستعمار كانت فضاءات لتلاقي المقاومين وللتخطيط ضد المستعمر وكانت المقاهي الثقافية لكن زمن بن علي أصبحت فضاءات للعب الورق والشيشة والحديث في الرياضة واليوم بدأت المقاهي تستعيد دورها وايجابي جدا ان لا يهدر التونسي جلساته في أحاديث فارغة واعتقد ان من سيقنع رواد المقاهي ببرامجه من المترشحين ستكون له حظوظ وافرة للفوز.