سارعت الولاياتالمتحدة الى دس أنفها في شؤون مصر الداخلية عبر استغلال أحداث «ماسبيرو» وما أثاره المتظاهرون الأقباط من أعمال شغب وسط مساع متواصلة لتهدئة الأمور والحفاظ على الوحدة. قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون انها حذرت المجلس العسكري في مصر من تفاقم المشاكل الطائفية ومن الضغط على الأقليات المسيحية. «عرض» أمريكي! وأضافت كلينتون انها عرضت على المجلس العسكري المساعدة بقوات أمريكية لحماية المناطق الحيوية ودور العبادة الخاصة بالأقباط. وكان نحو 10 آلاف قبطي قد نظموا مسيرة من منطقة «شبرا» الى وسط القاهرة للمطالبة بإقالة محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد ومدير أمن أسوان اللواء أحمد ضيف صقر احتجاجا على أحداث قرية «الماريناب» قرب أسوان. وعندما وصل المتظاهرون الى مبنى اتحاد الاذاعة والتلفزيون قاموا برشق رجال الجيش والشرطة المكلفين بحماية المبنى بالحجارة وقاموا بإحراق سيارة تابعة للجيش وقطع طريق الكورنيش. وفي وقت لاحق نفى مصدر أمريكي مسؤول ما تردد من عرض واشنطن توفير الحماية والمساعدة بقوات أمريكية لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية في مصر. وعلى اثر هذه الصدامات أكد رئيس الوزراء المصري عصام شرف أن مصر في خطر في حين أكدت الشرطة العسكرية أن الهدوء عاد الى العاصمة. وقال شرف «هذه الأحداث أعادتنا الى الوراء... بدل أن تأخذنا الى الأمام لبناء دولة عصرية على قواعد ديمقراطية سليمة. وأشار الى أن أخطر ما يهدد الأمن المصري هو التلاعب بمسألة الوحدة الوطنية وزرع التفرقة بين المسيحيين والمسلمين وبين الشعب والجيش. وفي الوقت نفسه دعا رئيس الوزراء المصري الى اجتماع طارئ للحكومة في الوقت الذي اعتقل فيه ما لا يقل عن 40 شخصا اثر هذه الصدامات التي أسفرت عن اصابة أكثر من 327 شخصا. دعوة للحوار من جانبه دعا شيخ الأزهر كبار رجال الدين المسلمين والمسيحيين في البلاد الى اجراء مناقشات بسرعة. ودعا إمام الأزهر احمد الطيب اعضاء «بيت العائلة المصرية» المنظمة التي تضم رجال دين مسلمين ومسيحيين الى الاجتماع بهدف احتواء الازمة. من جهتها طالبت قيادية بجماعة «الاخوان المسلمين» البابا شنودة الثالث بتقديم اعتذار رسمي عما حدث مساء الاحد الماضي بمنطقة «ماسبيرو» بالقاهرة.