بعد سنوات من التفاوض اتفقت «حماس» وإسرائيل على إجراء عملية تبادل للأسرى يتم بمقتضاها الافراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاط شاليط. أعلن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن التوصّل إلى اتفاق مع حركة «حماس» لتبادل الأسرى، مؤكدًا أن «القرار كان صعبًا جدًا وراعى الضرورات الأمنيّة». وأعرب نتنياهو خلال مؤتمر صحافي عن شكره للوسيط الألماني وحكومة مصر وأجهزتها الاستخباراتية التي ساهمت كثيرًا في الوصول إلى هذا الاتفاق»، مضيفًا: «تحدثت هذا الصباح مع أهل (الجندي الأسير) جلعاط شاليط وقلت لهم إنني أحقق تعهّدي وسأعيد إليكم إبنكم وأنا مسرور لأنني حقّقت ما تعهّدت به» وفق زعمه وختم نتنياهو قائلاً: «أعرض هذا المساء على الحكومة اقتراح إنقاذ شاليط بعد 5 سنوات وإعادته إلى بيته في إسرائيل». من جهته أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن الصفقة ستتم على مرحلتين مشيرا الى أن كافة الفصائل ممثلة . واضاف ان عددا من المحكومين بالمؤبد مشمولون في الصفقة . خلال أيام بدورها , أعلنت كتائب «عز الدين القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس» أنه «تمّ التوصل الى صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل على ان يتم تنفيذها خلال أيام»، مشيرة على موقعها الالكتروني إلى أن «صفقة التبادل ستتم خلال أيام وهي تستند الى معايير تعتمد لأول مرة في تاريخ صفقات التبادل»، دون مزيد من التفاصيل. وكان مسؤول فلسطيني قريب من مفاوضات صفقة تبادل الأسرى في غزة قد أكد أنه «تم الاتفاق بين حماس واسرائيل على تنفيذ صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي الاسرائيلي جلعاط شاليط خلال أسبوع». كما أعلن مصدر في «حماس» من دمشق لوكالة «فرانس برس» أنه «تم التوصل الى اتفاق نهائي لتبادل 1027 أسير فلسطيني من بينهم جميع النساء مقابل شاليط». وجرت في السنوات الأخيرة مفاوضات في 120 جولة بوساطات متعددة أغلبها عبر وسيط ألماني. وصرح القيادي بحركة «حماس» محمود الزهار في 2 جويلية الماضي عقب توقف المباحثات أن آخر مشروع اتفاق كان ينص على الإفراج عن ألف أسير فلسطيني من بينهم 450 من كبار الأسرى، لكن حكومة بنيامين نتنياهو تراجعت حينها عن القائمة التي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية السابقة. وكانت صفقة التبادل قد جرى التفاوض عليها منذ سنوات، لكن إسرائيل عطلت مرارا إتمام ذلك بدعوى أن طلبات «حماس» غير قابلة للتنفيذ، وأوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت مشروع اتفاق في اللحظات الأخيرة قبل خروجه من المشهد السياسي، ثم توقفت الصفقة مع تسلم رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو مقاليد الحكم. ونص الاتفاق المقترح في الأيام الأخيرة من عام 2009 على أن تطلق إسرائيل سراح نحو ألف سجين فلسطيني من بين نحو خمسة آلاف أسير تحتجزهم مقابل الإفراج عن شاليط. وسيط ألماني يذكر أن صحيفة «ديرتاغ شبيغيل» الألمانية كانت قد أوردت منتصف الشهر الماضي أن غيرهارد كونراد مبعوث جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي أن دي) قد نشط مجددا منذ مطلع أكتوبر الماضي لإتمام صفقة الأسرى. وأشارت الصحيفة إلى أن لقاء كونراد مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب ومع ممثلي حركة حماس في غزة، أعاد استئناف جهود الوساطة التي توقفت منذ عدة أشهر بسبب تمسك كلا طرفي الصفقة بشروطهما لإتمامها. ونقلت عن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي في «حماس» قوله إن المحادثات مع الوسيط الألماني تركزت على عرض المواقف عند النقطة التي توقفت عندها الصفقة التي تتمسك حماس بشروطها السابقة لإنجازها. ويذكر أن مجمل عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد بلغ 5204 أسرى منهم 145 أسيرا دون سن 18 عاما، حسب بيان أصدرته إدارة السجون الإسرائيلية في نهاية أوت الماضي. وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس اجتماعاً عاجلاً لحكومته لاتخاذ قرار بشأن صفقة مع حماس لمبادلة أسرى فلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط المحتجز في غزة منذ خمسة أعوام.