أعرف من الأصحاب والأحباب الذين أجلهم من يحمل لقب بولحية وليست له لحية وهو من أحرص أن يكون بين اليوم والآخر عند الحلاق ومن يحمل لقب الغضاب ولا يجد الغضب الى نفسه منفذا أو سبيلا. ومن يحمل لقب البكّاي ولكن البسمة لا تفارق محياه اطلاقا. ومن له لقب الراقد وهو أكثر الناس يقظة وانتباها وانفتاح بصر وبصيرة. ومن له لقب بوطار وما قرع يوما طارا أو بنديرا أو طبلا أو حتى مجرّد «طاسة». فالألقاب لا تدل على حامليها، كذلك الأحزاب يا سيدي ففيها من يحمل لقب الديمقراطي بلا ديمقراطية وفيها الدستوري بلا دستور وفيها التقدمي وهو جاثم في مكانه. وفيها حزب الشغل وهو «بطّال» وفيها التنموي وهو جامد لا يتحرك أبدا وفيها من يحمل لقب الوسطي ويعيش في الأطراف ومن يحمل لقب الليبرالي وهو خانع قانط في القيد وفيها من يحمل لقب الجماهيري ولا تعرفه الجماهير. وفيها من يحمل لقب الشعبي ولا يعرفه الشعب وفيها من يحمل لقب القومي ولا صلة له بك يا قومي. وفيها من لقبه العدالة و«بسكولته» بلا طابع. وهكذا دواليك الى أن نصل الى من يحمل لقب الحر وإلى الوراء دُر. نقطة وأرجع للسطر الذي خرجت عنه الأحزاب في امتحان «كاباس» المجلس التأسيسي الذي تقدم له 14 ألف مترشح من حاملي شهائد الوصلات النهائية للقوائم الانتخابية. لا شكّ أن كل الأحزاب تدرك أن الاختيار سيكون صعبا جدا وأن نسبة النجاح ستكون كنسبة كل نجاح في كل «كاباس» لا تتعدى واحدا في المائة مهما راهنت هذه الأحزاب على «التفسكية» أو التنقيل على بعضها البعض كما نراه اليوم في الامتحان الشفاهي في الحملة الانتخابية. ويوم الحساب لا تنفع الألقاب.