حدثني أستاذ ممن تولّوا اصلاح الاختبارات في امتحانات الباكالوريا عن جملة من غرائب وعجائب اللغة التي اعترضته في أكثر من موضوع أصلحه. وتوقف عند ظاهرة تفشي لهجة الومضات الاشهارية المرئية والمسموعة والمقروءة، وعامية المسلسلات المصرية والسورية واللبنانية، و«ألوان مان شو» التونسي في طرح الموضوع من المقدمة الى الخاتمة. فقلت لهذا المصلح للمواضيع: وما ذنب التلميذ الذي تربّى على مذهب «القمهور عايز كدا» إن صار هو في حد ذاته «كدا» وأبوه «كدا» وأمه «كدا» وأخواته وأخوانه «كدا» وكل «الشلة كدا». وكل «القمهور عايزكدا» ثم احمد ا& يا أخي على أن في أبنائنا مازال الكثيرون يعتمدون التعبير الكتابي في الدراسة والامتحان قال ماذا تقصد يا «زلمي»؟ قلت: وا& يا باي، وانت «سيد العارفين يا باشا» لو تحدثت الى أي كان من معتنقي مذهب «القمهور عايزكدا» عمّا لحق لغة الضاد من بلادة مفردات. وركاكة تراكيب، وشناعة جمل ونجاسة تعبير لرآك «انتيكا» لا تصلح إلا للفظ في الأرشيف الوطني في جناح التربية والتعليم. قال: وما السبب؟ قلت: «القمهور عايزكدا» ثم بربك، وبالضاد التي لا ينطقها الا لسان العرب، ما رأيك لو أتاك واحد من هؤلاء التلاميذ الذين تتحدّث عنهم. وقال لك إنه لا يحسن التعبير الكتابي في الفلسفة مثلا وعبّر لك عن مواهبه الجمّة في التعبير الجسماني. وطلب منك أدوات هذا التعبير بنديرا وطبلا ومزودا هلاّ يكون أنجح الناجحين بين كل الممتحنين ما دام «القمهور عايزكدا» يا «أسطا» يا «قدع» يا «باشا مهندس» يا ولد «المكي وزكية» يا «زلمي»؟ حمّلني المسكين سؤالا من الوزن الثقيل لك أخي القارئ يقول: في هذه الحال. وما دام «القمهور عايزكدا»فأي الثلاثة أولى بالاصلاح. المصلح؟ أم التلميذ؟ أم ورقة الامتحان؟ نفس السؤال أوجّهه «إليك يا مدرستي».