قطاع زيت الزيتون يعيش صعوبات القروض الموسمية وتخلي ديوان الزيت عن دوره في الاحاطة بالفلاحين يجعلهم في وضع حرج به. لم يعد يفصلنا عن موسم جني الزيتون إلا وقت قصير وبدأت المعاصر بالجهة تتهيأ لقدوم الموسم الذي سيكون واعدا هذا السنة حسب ما شهدناه على أشجار الزيتون التي تمايلت أغصانها تحت وفرة الإنتاج ولكن يبقى المشكل الأساسي الذي يعانيه كل سنة أصحاب المعاصر والمتمثل في القروض الموسمية والتي لا تغطي إلا القليل من مصاريف شراء الصابة .. فهذه القروض تسند لهم في شهر أكتوبر ويطالبون باسترجاعها في شهر مارس والحال أن البعض منهم يكون في شهر مارس مازال لم يبع إنتاجه من الزيت مما يجعلهم يدخلون في دائرة خطايا التأخير عند البنوك وتراكم الفوائض . كما أن تسعيرة بيع الزيت يحددها ديوان الزيت في وقت متأخر بعد الشروع في شراء الصابة والانطلاق في عصرها مما يجعلهم في حيرة مع أنفسهم ومع الفلاحين.. لأنهم لا يعرفون بالضبط التسعيرة التي سيحددها الديوان حتى يحددون على ضوئها ثمن الشراء الذي يستطيعون به استرجاع مصاريفهم والحصول على نسبة مرابيحهم . وأفادنا السيد (خ . ج ) مالك معصرة مستفسرا لماذا لا تقع معاملتنا مثل قطاع الحبوب؟.. بتحديد ثمن البيع قبل الشروع في جني الصابة ثم تتكفل الدولة عن طريق ديوان الزيت بقبول كامل الكمية التي نقوم بعصرها حسب تعيير نوعية و جودة الزيت لتحديد ثمن الشراء.. ولكن المؤسف أن ديوان الزيت تخلى عن دوره الحقيقي في الاحاطة بأصحاب المعاصر ودعمهم لحثهم على تحسين الإنتاجية و الرفع من جودة النوعية للزيوت التونسية التي تجد منافسة كبيرة في السوق العالمية.. بل أصبح في السنوات الأخيرة عاجزا عن بناء استراتيجية واضحة للترويج كما أصبح عائقا أمامنا في تعديل السوق الداخلية بسبب تأخره في تحديد سعر البيع كما أصبح يمتنع أحيانا عن شراء زيوتنا بتعلة انه مازال لم يتصرف في الكميات التي يملكها مما يجعل صهاريج الزيت بمعاصرنا ممتلئة ونحن نعاني مطالب البنوك بتسديد ديونها... وهذا ما جعل مئات المعاصر تغلق أبوابها . كما أضاف محدثنا.. هذه السنة هناك إحجام كبير من «المخضرين» لشراء الصابة على رؤوس أشجارها نظرا للانفلات الأمني مما سيجعل أصحاب المعاصر الذين كانوا يقومون بعملية «التخضير» بأنفسهم أو عن طريق وسطاء يطالبون الفلاح بالإتيان بمنتوجه من الزيتون إلى المعصرة مباشرة..وهذا سينجر سلبا على نوعية الزيت لان سرعة وصول الزيتون بعد جنيه ورحيه في نفس اليوم أو اليوم الموالي و استعمال حاويات خاصة لحمله من الحقل إلى المعصرة .. لها تأثير كبير على النوعية الجيدة للزيت فكلما كانت المدة قصيرة وحمل الزيتون بصناديق خاصة والتي لا يقدر الفلاح على شرائها تكون نسبة الحموضة اقل....وفى إحجامنا عن الإتيان بالصابة مباشرة من الحقل خوفا من الانفلات الأمني بالطريق سيجبر الفلاح على نقل صابته في أكياس من البلاستيك مما يجعل نسبة الحموضة ترتفع بالزيت .. كما أننا أصبحنا منذ 1995 نعاني مشكلة الخزن فديوان الزيت يمتنع أحيانا على شراء منتجاتنا من الزيت بتعلّة عدم توفر أماكن الخزن لديه مما يجبرنا على بيع زيتنا أحيانا بأقل من ثمن كلفته حتى نوفر أماكن خزن للصابة الموالية وفي هذا تهديد لوجودنا