حي الصوتير المتاخم للقلعة الخصبة بولاية الكاف.. تجمع سكني يضم قرابة 100 عائلة يعيشون في ظروف صعبة تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم.. دور تداخلت والتصقت ببعضها البعض. أما اغلبها تشقق بسبب بنائها على أنقاض منجم الفسفاط الذي أغلق منذ مدة طويلة.. روائح كريهة بسبب انعدام قنوات الصرف الصحي.. أما بالداخل فقد تكدست أغلبية العائلات في بيوت ضيقة تفتقر إلى التهوئة ومهددة بالسقوط.. أثاث بسيط متكون من بعض الفرش وضعت على الأرض وبعض الأواني القصديرية أو من مادة البلاستيك جمعت في ركن من أركان هذه البيوت.. طفولة بائسة تعيش الفقر والخصاصة كان يفترض أن يعيشوا طفولتهم في كنف أسر توفر لهم كل متطلبات العيش الكريم ومجتمع يمكنهم من تلبية حاجياتهم من اللعب واللهو ومؤسسة تربيهم وتكونهم وتؤهلهم لمستقبل مريح.. غير أن الأمر ليس بهذه البساطة بل وجدنا عند زيارتنا إلى هذا الحي أطفالا سرقت منهم كل هذه الأشياء سرقت منهم حتى رعاية الأمومة لان الأم تخرج باكرا إلى الحقول المجاورة بسيدي احمد الصالح حيث تقطع قرابة 15 كلم مشيا على الأقدام لتقضي اليوم في عزق الأرض مقابل خمسة دنانير في اليوم وتعود مساء بعد أن يسدل الظلام ستاره تعود لتحضر لهم نصيبا من الأكل على عجل ويكون عادة بيضة مقلاة في بعض الزيت أو القليل من المقرونة المسلوقة في بعض الحليب. أما شباب هذا الحي فهم من رواد المقاهي التي ملّوا منها وملت منهم.. أحلامهم محطمة ومستقبلهم بدون أمل مما جعل البعض منهم يغادر البيت ويسافر إلى المدن الكبرى عله يظفر بعمل بالحضائر.. أما الشيوخ والمسنون فهم يراوحون بين العمل بالحضائر إن وجدت أو جني الزيتون في مواسم الجني وحمل أكياس الحبوب من الحقل في أيام الصيف الحارة . هذا هو الوضع الصعب الذي يعيشه هذا الحي منذ عقود دون زيارة أي مسؤول ودون إعانات أو أي لفتة كريمة من المسؤولين بالجهة لا قبل الثورة ولا بعدها لتحسين ظروف عيشهم.. تحلقوا بنا يوم زرناهم واجمعوا كلهم على هذه العبارات: نريد حلا لوضعنا أرجوكم بلغوا أصواتنا للمسؤولين لم يسمعنا أحد.. مللنا العيش في هذه الظروف.. نحن مر بنا الزمن ولكن ما ذنب أبنائنا الصغار هل من حل لإنقاذهم وجعلهم يعيشون كبقية خلق الله(على حد تعبيرهم).