تحتاج منظومتنا التربوية والتعليمية والتكوينية الى تغييرات جذرية وحقيقية تنقذها من نقاط الضعف التي تتخبط فيها.. لنكون أكثر وضوحا الآن ونقول إن المعلم والمدرس والتلميذ والولي وحتى الوزير غير راضين عن منظومتنا التربوية والتعليمية والكل مقتنع بضرورة الاصلاح لا بضرورة التمادي في الترقيع. للأسف مدارسنا ومعاهدنا ومراكز التكوين تحول بعضها الآن الى حلبات للفوضى والرشق بالحجارة والتمرد على القوانين الداخلية والتطاول على المربين والاطار الاداري في ظل صمت رهيب من الدوائر والسلطة المسؤولة. الحقيقة التي نؤكدها أنه لا يمكننا إنجاز أي اصلاح دون أن تعود الى المدرسة هيبتها وتعود الى المدرّس مكانته. نعم لقد فقدت المدرسة التونسية هيبتها وفقد المدرس مكانته وصار محل تطاول.. في المدرسة التي تحترم نفسها يجب أن يبقى التلميذ تلميذا والمدرس مدرسا والمدير مديرا. في المرحلة القادمة نحتاج قبل اصلاح مناهج التعليم واصلاح أنظمة الامتحانات والاختبارات الى ميثاق أخلاقي يصون مدارسنا من كل تسيّب وانفلات. نعم المناهج التربوية بحاجة الى المراجعة ولكن أيضا وقبل ذلك نحن جميعا مطالبون باحترام مدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا فلا نحولها الى حلبات للعنف والصراع الأيديولوجي والسياسي. لكن قبل الانطلاق والدخول في عملية الاصلاح التي لا نعرف كم تحتاج الى وقت الوزارة مطالبة اليوم باتخاذ اجراءات وإعلان موقف واضح شجاع وجريء في حالة التسيّب والانفلات والتطاول على المدرسين في المعاهد والمدارس الاعدادية. مدارس ومعاهد مرحلة الثورة يجب أن تكون أكثر انضباطا .. كل الثورات الحقيقية والناجحة في العالم جسّدت انجازاتها ومكاسبها المدارس والكليات ونحن نريد من الثورة أن تعطي للمدارس والمعاهد والكليات صورة جديدة بعيدا عن صورة الانفلات والتسيّب.