تكررت منذ مدة الاعتداءات ضد المدرسين وضد حركة المعاهد والمدارس الاعدادية منها ما يندرج ضمن حالة التسيب والانفلات العام ومنها ما يدخل في اطار محاولات البعض توظيف المؤسسات التربوية في الصراعات السياسية والايديولوجية وصلت حدّ الاشهار بتكفير بعض الاساتذة بسبب الاختصاصات التي يدرّسونها (التربية التشكيلية والتربية الموسيقية والفلسفة وغيرها من المواد الانسانية) ونالت من كرامتهم ومسّت حرمتهم الجسدية بالتعرض للمدرسين داخل قاعات الدرس خاصة من قبل بعض الغرباء عن المؤسسات التربوية. لقد حاولت الهياكل النقابية في التعليم الثانوي تطويق كل هذه التجاوزات على اعتبارها حوادث عابرة ومعزولة غير انّ اصرار البعض على التمادي في هذه الاعتداءات وتعطيل سير الدروس وتعريض أبنائنا التلاميذ لمخاطر دوّامة العنف واستعمالهم رهائن وإهدار الدروس، يدفعنا جميعا الى الوقوف بصرامة ومبدئية في وجه كلّ من يمسّ من حرمة المؤسسة التربوية. ان النقابة العامة للتعليم الثانوي وهي تندّد بهذه الاعتداءات، تطالب جميع الاطراف من اولياء وسياسيين وسلط ومجتمع مدني بتحمّل مسؤولياتهم في التصدي لمثل هذه الاحداث بدءًا بالتنديد بها ووصولا الى اتخاذ الاجراءات القانوية ضدّ مدبّريها، وتدعو جميع الاطراف ان ينأوا بالمدرسة التونسية عن صراعاتهم فمدرستنا التونسية تعيش حالة مخاض للخروج من الأزمة التي تردّت فيها في ظل الدكتاتورية مما يتطلب من الجميع الانكباب على مراجعة جذرية للسياسة التربوية برامج ومناهج وتسييرا وتمويلا وتجهيزات باعتبارها المشاكل الحقيقية التي تجب معالجتها حتى تستعيد المدرسة العمومية مكانتها وتلعب دورها في المساهمة في تحقيق اهداف ثورة 14 جانفي التي ارتبطت بالحركية والكرامة ومازالت تعمل من اجل القطع النهائي مع الاستبداد والدكتاتورية في اطار ملامح مدرسة وطنية توافق عليها القطاع وناضل من اجلها ولا يزال بوصفها مكاسب يسعى إلى تطويرها لا الى هدمها وتخريبها. والنقابة العامة للتعليم الثانوي اذ تذكر بوقفة الاساتذة الموحدة لانقاذ السنة الدراسية المنقضية وبتأمين الامتحانات الوطنية بنجاح وبالحفاظ على مصلحة ابنائنا التلاميذ والتضحية في سبيل ذلك وبمساهمتهم في ضمان عودة مدرسية موفقة رغم التخريب والعراقيل والظروف الصعبة فانها تؤكد ان مثل هذه الاحداث قد يكون الهدف من اشعالها تهميش القطاع وصرف نظره عن معالجة قضايا الفساد والتسيب والاخفاق المدرسي وتردي ظروف العمل وغيرها خاصة بعد المكاسب الكثيرة التي تحققت في اتجاه استكمال مراجعة النظام الاساسي لمدرسي التعليم الثانوي كما تدعو النقابة العامة كافة المدرّسات والمدرّسين الى التكاتف ورفض الانجرار وراء صراعات هامشية بينهم وتدعوهم الى الوقوف ضدّ هذه الاعتداءات، وتعبّر باسم كافة المدرسين عن استعدادهم للدفاع عن الحق في التعليم والمعرفة بعيدا عن كلّ تحجّر او انغلاق والنّضال بكل الطرق المشروعة من أجل صيانة حرمة المؤسسة التربوية من الاعتداءات والفوضى والتسيّب والتوظيف.