عقد المنسق الأمريكي الخاص لعملية الانتقال الديمقراطي في الشرق الأوسط وليام تايلور أمس في مقر السفارة الأمريكيةبتونس لقاء إعلاميا شرح فيه أهداف زيارته الى بلادنا عشية الاستحقاق الانتخابي المرتقب بعد حوالي أسبوع من الآن. اللقاء الذي حضره السفير الأمريكي في تونس غوردن غراي حاول فيه السيد ويليام تايلور تقديم صورة أمريكية «تفاؤلية» حتى لا نقول وردية للمشهد السياسي التونسي قبل أيام من انتخابات المجلس الوطني التأسيسي... فقد اعتبر السيد ويليام تايلور أنّ هذه الانتخابات ستشكل نموذجا يحتذى بالنسبة الى مختلف دول المنطقة وخاصة منها الدول المجاورة لتونس... لكنه سعى في الوقت نفسه «قدر المستطاع» الى تفادي التصريح بطبيعة «النموذج» الذي «تسوّق» له واشنطن منذ فترة أو ب«الورقة» التي «تراهن» عليها في هذه الانتخابات. ففي ردّه على سؤال بهذا الخصوص قال المسؤول الأمريكي إن بلاده «لن تتدخل في هذه الانتخابات وأن هذا الأمر متروك للشعب التونسي ليقرّر مصيره بيده». دعم أمريكي وأضاف تايلور أن واشنطن ستتعامل مع أي مجلس وطني تأسيسي تفرزه صناديق الاقتراع ومع أي حكومة ينتخبها الشعب التونسي مشيرا الى أن بلاده ستكتفي بتقديم «الدعم اللازم» لتونس من أجل إنجاح هذا المسار السياسي «الذي ينتظره كل العالم وليس الشعب التونسي فقط». وتابع «ان مهمتنا هي دعم الانتقال الديمقراطي وليس التدخل في نتائج الانتخابات... نحن ندعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة... لكن تقرير الفائز هذا شأن تونسي خالص وليس شأنا أمريكا»... وأشار في هذا الصدد الى أنّ واشنطن ستشارك في عملية مراقبة الانتخابات بموفدين موضحا أنه التقى خلال زيارته هذه قيادات في بعض الأحزاب السياسية بما فيها من الاسلاميين وأطرافا من المجتمع المدني ومنظمات غير حكومية ومن حساسيات وأطياف سياسية أخرى حيث استمع الى تطلعاتهم وهواجسهم وانتظاراتهم من الاستحقاق الانتخابي المرتقب. واعتبر السيد ويليام تايلور أن انجاح هذه الانتخابات مسؤولية تقع على عاتق جميع التونسيين بما في ذلك الاعلام المطالب بلعب دور أساسي ومسؤول في هذا المسار الذي لم يخف السفير الأمريكي غوردن غراي في تدخل مقتضب له خلال اللقاء الاعلامي أن هناك حالة قلق وتوّجس تسيطر على عدد من التونسيين حول عودة عناصر من النظام السابق الى «واجهة» المسرح السياسي بتونس لكنه شدّد على أنّ أمام الشعب التونسي فرصة تاريخية ومسؤولية للتوجه الى صناديق الاقتراع يوم 23 أكتوبر الجاري. زيارة السبسي وفي ما يتعلق بالزيارة التي أدّاها رئيس الحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي الى واشنطن الأسبوع الماضي اعتبر المنسق الخاص لعملية الانتقال الديمقراطي بالشرق الأوسط أنّ هذه الزيارة شكلت محطة مهمة على صعيد العلاقات التونسيةالأمريكية معربا عن إعجابه ب«القرارات المهمة» التي اتخذتها الحكومة المؤقتة خلال الفترة الماضية رغم دقة وصعوبة الظرف الذي عاشته البلاد بعد سقوط الرئيس المخلوع بن علي. وأضاف أنّ الهدف الذي أرادت أمريكا تحقيقه من هذه الزيارة هو اظهار وقوفها الى جانب الشعب التونسي وليس التعبير عن دعمها للوزير الأول المؤقت الباجي قائد السبسي كشخص. وتوقف تايلور عند اتفاقيات التعاون بين الجانبين مؤكدا أن هذه الزيارة أسّست لآفاق تعاون أكثر قوة ومتانة على كل المستويات.