أكّد المجلس الانتقالي الليبي أن العقيد معمر القذافي يخطط للعودة الى السلطة محذرا من امكانية اعلانه عن «دولة» جنوب ليبيا لا سيما أن القذافي يتمتع بشعبية كبيرة هناك وظفر بتأييد 15 ألف مسلّح «جنوبي». وقال رئيس المكتب التنفيذي التابع للمجلس الانتقالي محمود جبريل ان القذافي مايزال في ليبيا ويسعى الى استغلال الخلافات السياسية القائمة بين الثوار في محاولة لاثبات وجوده والعودة مجددا الى السلطة التي فقدها بعد اجتياح «باب العزيزية».قبائل الطوارق على الخطونقلت صحيفة «الشرق الاوسط» اللندنية عن جبريل قوله إن القذافي يستعين في مسعاه بقبائل «الطوارق» في شمال النيجر وجنوب ليبيا وجنوبالجزائر ومالي وأنه يحاول تكرار تجربة «هوغو شافيز» في فنزويلا.وأضاف أن العقيد يعمل على عدّة خيارات منها اشاعة عدم استقرار أي نظام جديد في ليبيا، واعلان دولة منفصلة في الجنوب قد يطلق عليها اسم «الطوارق»... «الجنوب»، «افريقيا العظمى»، «دولة اسلامية».وأشار الى أن القذافي في طور تعبئة «الجنوب الافريقي» بأكمله، وهو لا يمل ولا يكل قبل إنجاز فعل يقوّض به شرعية النظام الجديد فعقدة الانتقام متغلغلة داخله وهو لا يقبل الهزيمة أبدا.وعزا المسؤول الليبي هذه الترجيحات الى مؤشرات ومعطيات من بينها تنقل العقيد الليبي في الجنوب وشمال النيجر والجزائر في حراك مستمر طيلة الشهر المنصرم بأكمله ووجود بوادر اتصالات مع أطراف نافذة في منطقة «دارفور» وبعض قبائل «الرشايدة».وأردف أنه تعاقد مع مجموعة كبيرة جدا من مسلحي القبائل ويحاول جلبهم الى منطقة نفوذه ليستكمل مقوّمات الدولة أو على الأقل يبدأ في التحرك ناحية الشمال.وذكر أن 10 آلاف الى 15 ألف مسلح يعملون حاليا تحت إمرته.ولدى تطرقه الى حادثة «دخول طرابلس» قال ذات المسؤول انها تعرضت للتأجيل 3 مرات كان آخرها بطلب من «الأطلسي» قبل اطلاقها بساعات قليلة.ووصف الوضع الداخلي الليبي بأنه يعاني من حالة فراغ سياسي محذرا من محاولة بعض القوى الأجنبية ملأه في ظل غياب القوى الوطنية.حرب إلكترونيةفي هذه الاثناء كشفت مصادر اعلامية أن الادارة الامريكية بحثت قبل بدء الضربات الجوية العسكرية على ليبيا، فكرة شنّ حرب الكترونية لوقف عمل نظام الدفاع الجوي الليبي وإعاقته الا أنها عادت وعدلت عن الفكرة.وأكّدت نقلا عن عدد من المسؤولين الامريكيين رفيعي طلب عدم الكشف عن هويتهم، إن إدارة باراك أوباما أجرت نقاشا مكثفا حول ما إذا كان لا بدّ من الانطلاق بهذه المهمة عبر هجوم إلكتروني يعيق ويوقف قدرات الدفاع الجوي في ليبيا.وأضافت ان الهدف من الهجوم الالكتروني المقترح كان اختراق شبكات كمبيوتر الحكومة الليبية للاطلاع على خطوط التواصل ومنظومة الربط بين الجيش والحيلولة دون تمكن رادارات الانذار المبكر من العمل.وأشارت الى أن هذا النقاش يظهر أن الهجمات الالكترونية قد تصبح مطروحة بشكل متزايد وقد تتحول الى مكون هام من مكونات أي هجوم عسكري قادم.حرب شوارعميدانيا، أصبحت مدينة سرت أو بالأحرى الأحياء التي يتحصّن بها أفراد من الكتائب الأمنية للقذافي ساحة حرب مفتوحة بين الكتائب وعناصر المجلس الانتقالي.وأعلن «الانتقالي» ان 23 من عناصره على الأقل جرحوا خلال ربع ساعة من عمر المعارك التي اندلعت ظهر أمس بين الجهتين.وقال أحد مقاتلي الانتقالي ان الموالين للقذافي يطلقون قذائف «الهاون» والصواريخ علينا من كل مكان وكذلك القناصة.واضطرّ مسلحو الانتقالي الى مغادرة مواقعهم المتقدمة في «سرت» تحت وابل نيران كتائب القذافي المتحصّنة جيدا.وكان الانتقالي العسكري قد أعلن ظهر أول أمس السيطرة على «بني وليد» بالكامل.